القاعدة نفذت عملية استعراضية لأهداف دعائية عبر استهداف أكاديمية تخرّج ضباط الجيش
قُتل 16 عسكريا ومدنيان وجرح 35 آخرون، بينهم ثمانية في حالة خطرة في حصيلة أولية لتفجيرين انتحاريين استهدفا، الليلة الماضية، مقر الأكاديمية العسكرية بمدينة شرشال بولاية تيبازة، فيما تضاربت الأنباء حول العدد الإجمالي لعدد القتلى الذي ذكرت بعض المصادر أنه بلغ 35 قتيلا.
قالت مصادر استشفائية لـ''الخبر'' إن 18 قتيلا بينهم أجنبي من جنسية موريتانية أو مالية، مدنيان قتلوا في التفجيرين الانتحاريين اللذين نفذا تزامنا مع وقت الإفطار في مطعم وناد خاص بالضباط في الأكاديمية العسكرية بشرشال، نفذهما انتحاريان، كان الأول راجلا، فيما كان الثاني على متن دراجة نارية. وقال مصدر أمني لـ''الخبر '' إن الانتحاري الأول دخل مرتجلا إلى ناد للضباط قرب الأكاديمية تعوّد المدنيون من أقارب العسكريين على الدخول إليه، بعدما تردد -الانتحاري - على المكان في وقت سابق، وفجّر حزامه الناسف تزامنا مع أذان المغرب، قبل أن يقتحم الانتحاري الثاني الذي كان على متن دراجة نارية مفخخة المكان، ويفجّر الشحنة الناسفة التي كانت قوية، ووصل صداها إلى كامل مدينة شرشال. وقالت مصادر إن جنرالا ومسؤولين محليين تعوّدوا الإفطار في النادي، غير أنهم لم يتواجدوا أمس لتزامن ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع.
وسارعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل القتلى وإسعاف الجرحى، ونقل 10 قتلى إلى مستشفى سيدي غيلاس، إضافة إلى عدد من المصابين منهم ثمانية في حالة خطرة إلى المستشفى. وعلى الفور اتجهت وحدات من قوات الدرك الوطني والجيش إلى المدينة، وحاصرت مداخلها الرئيسية، والمنشآت الحساسة بها، تحسبا لأي طارئ. ولم تعلن السلطات الجزائرية عن أي حصيلة رسمية للتفجيرين.
وقال ش. أحمد، القاطن بحي تيزيين غير بعيد عن محيط الأكاديمية: ''مباشرة بعد أذان المغرب سمعنا دويا للانفجار، ما حملنا على الخروج من منازلنا، لمعرفة ما يحدث غير أننا علمنا أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي عند سماعنا لأصوات سيارات الإسعاف''. وتشير ''ش.ع'' القاطنة بنفس الحي: ''كنا نعتقد في البداية أن ما حدث كان يتعلق بانفجار قارورة غاز، غير أن بعد مغادرتنا منازلنا وخروجنا للطريق الوطني أدركنا أن الأمر يتعلق بانفجارين انتحاريين''.
وسارعت عائلات المدنيين وشبه العسكريين العاملين في الأكاديمية إلى مكان الحادث للاطمئنان على أبنائهم.
وتزامن التفجيران مع أول يوم لدخول دفعة جديدة للطلبة الضباط العاملين، ودفعة قيادة الأركان للجيش. وخلف التفجيران الانتحاريان حالة من الخوف لدى سكان المدينة الذين تفاجأوا بالتفجير الانتحاري، خاصة وأنه تزامن مع موعد الإفطار. وانتقل قائد أركان الجيش قايد صالح وعدد من قيادات الأمن إلى مكان الحادث. وذكرت نفس المصادر أن الانتحاريين شباب، ويعتقد أنهما من حديثي الالتحاق بالجماعات المسلحة، والمدانين في قضايا إرهابية لا تتيح لهم الاستفادة من تدابير العفو في قانون المصالحة الوطنية، ويجري تحديد هويتهما.
وقالت مصادر أمنية إن مصالح الأمن كانت قد استشعرت وجود مخطط لتفجير انتحاري، لكنها لم تتوصل إلى تحديد المكان المستهدف. ويشير المراقبون إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تتجه إليه أصابع الاتهام في الوقوف وراء هذين التفجيرين، إلى أن العملية استعراضية لأهداف دعائية، من خلال استهداف أكبر أكاديمية لتخريج ضباط الجيش والقوات البرية في الجزائر، والتي تشهد تقليدا سنويا في تخرّج العشرات من الضباط بإشراف رئيس الجمهورية، خاصة وأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد توعد في بيانات سابقة بعمليات انتحارية، وتبنى عمليات مماثلة نفذها قبيل وخلال شهر رمضان المبارك.
وتعد هذه العملية الثانية من نوعها منذ بداية شهر رمضان المبارك، بعد تفجير انتحاري استهدف في 14 أوت الجاري مركزا للشرطة في ولاية تيزي وزو. وقبيل بداية شهر رمضان في 25 جويلية الماضي أحبطت قوات الجيش الجزائري في منطقة الثنية بولاية بومرداس عملية انتحارية كان انتحاريان ومرافقهما ينوون تنفيذها ضد أهداف في العاصمة الجزائرية، كان بينهم عبد القهار بلحاج ابن علي بلحاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، وفي 22 جويلية الماضي أحبطت أجهزة الأمن الجزائرية بفضل معلومات مؤكدة مخططا لتنفيذ عمليات انتحارية كانت تستهدف تفجير منشآت في العاصمة الجزائرية، وفي 16 جويلية الماضي قتل شخصان وجرح 20 آخرون في تفجيرين انتحاريين متزامنين استهدفا مقر الأمن الوطني في بلدة برمج منايل بولاية بومرداس.