سنفرح بالعيد وسنسعى للتغيير
محمود القلعاوي
جاءنا العيد بعد طاعتنا لله .. جاءنا العيد بعد صيامنا وقيامنا .. فكان هدية الله لنا عيد نفرح ونلهو ولكن دونما معصية .. وكيف نعصى وفرحنا وعيدنا لا يكون إلا بعد طاعة ؟! .. عيدنا فى الدنيا على عمارتنا للآخرة .. ولكن أهناك وقتاً للفرح وسط كل ما نعيشه ؟! .. نحن هناك عيد وفرح ..
نعم سنفرح بالعيد رغم حصار إخواننا في غزة .. ورغم غياب شمس الإسلام عن الأرض .. ورغم حرماننا من شد الرحال للمسجدالأقصى .. ورغم أنين الأسرى وصوت قيودهم ..
سنفرح بالعيد ونساعد كل هؤلاء على التغيير والتحرير .. نعم سنفرح بالعيد ..
يقول الدكتور أحمد عبد الحميد عبد الحق :- ( جاءنا العيد ونحن بصدد حاضر أليم تعيشه أمتنا ، ومستقبل قاتم ينتظرها ، وعدو غاشم يكيد لها ، ومؤامرات تحاك لها ليلاً ونهارًا حتى من أبناء جلدتها ، وتخلي الكثيرين عن واجباتهم نتيجة الانشغال بهموم الحياة وذوبانهم في بحارها ، وانصراف المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية عن واجبها تجاه الشباب الذي تاه وضل، وصار لا يدري لماذا يعيش، ولا حتى كيف يعيش ) .
نعم سنفرح بالعيد رغم كل ما يحدث ؛ لأن اليأس ليس من أخلاقنا - نحن المسلمين- ، ولأنه تعالى قال :- ( إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف: 87.
فلن نيئس.. ولن نضجر.. ولن نملَّ من طول الطريق .. واسمع ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لمن شكوا له المحن قائلين :- ألا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ ، أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا ؟ ، قَالَ :- " كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِه ِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ " رواه البخاري .. وقد حدث ..
سنفرح بالعيد وسنسعى للتغيير .. وسيتحقق النصر بمشيئة الخالق لا محالة فى ذلك ؛ فهو وعد الرحمن لنا ولن يخلف وعده :- ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) سورة النور : 55
وأختم مقالتى بكلمة لفضيلة الدكتور سلمان العودة :- ( فأبادلكم التهنئة بالعيد المبارك ، جعلها الله لنا ولكم ولكل المسلمين أفراحاً موصولة .. هكذا العيد أيها الأحبة، أفراح ومباهج وصفاء ونقاء، :- ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون ) .. ويقول :- ( ولنحلم بغدٍ مشرق تلوح تباشيره في الأفق البعيد... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! فلم لا نفرح بالأحلام اللذيذة ؟! )