السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
بينما كان أحد رجال الأعمال، سائرا بسيارته الجديدة، في احدى الشوارع
، ضربت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن ....
نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته ،
ومن هو الذي فعل ذلك ....
واذ به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف
والقلق... اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا لاصابة سيارته
بالحجر الكبير... فقبض عليه دافعا اياه الى الحائط وهو يقول له :
يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت هذه السيارة الجديدة بالحجر .... ان
عملك هذا سيكلفك أنت وأبوك مبلغا كبيرا من المال ....
ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد وهو يقول:' أنا متأسف جدا يا سيد '
لكنني لم أدري ما العمل، لقد أصبح لي فترة طويلة من الزمن، وأنا أحاول
لفت انتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي .... ثم أشار بيده
الى الناحية الأخرى من الطريق، واذ بولد مرمى على الأرض ...
ثم تابع كلامه قائلا .... ان الولد الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو
لا يستطيع المشي بتاتا، اذ هو مشلولا بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو
جالسا في كرسي المقعدين، اختل توازن الكرسي، واذ به يهوي في هذه
الحفرة ....
وأنا صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع انني حاولت كثيرا ...
أتوسل لديك يا سيدي، هل لك أن تساعدني على رفعه، لقد أصبح له فترة
من الزمن هكذا، وهو خائف جدا ...
ثم بعد ذلك تفعل ما تراه مناسبا، بسبب ضربي سيارتك الجديدة بالحجر ....
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغص حلقه.
فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في تلك الكرسي، ثم أخذ
منديلا من جيبه، وبدء يضمد بها الجروح، التي أصيب بها الولد المشلول
، من جراء سقطته في الحفرة ... بعد انتهاءه ...
سأله الولد، والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة ....؟
أجابه الرجل ... لا شيء يا بني ... لا تأسف على السيارة ...
لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكارا
عسى أن لا يضطر شخص أخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه
اننا نعيش في أيام، كثرت فيها الإنشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع
المقتنيات، ظنا منهم، بأنه كلما ازدادت مقتناياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا
بينما هم ينسون الله كليا ، ان الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا لعلنا ننتبه
فينعم علينا بالمال والصحة والعلم و ....و ...و ...ولا نلتفت لنشكره
يكلمنا ... لكن ليس من مجيب ....فينبهنا الله بالمرض أحيانا، وبالأمور
القاسية لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب ....
ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر علاقته مع الله؟؟؟؟
ان الانسان يتحسب لأمور كثيرة ، فسياراتنا مؤمن عليها ، وبيوتنا مؤمنة
وممتلكاتنا الثمينة نشتري لها تأمين .... لكن هل حياتك الأبدية مؤمنة ؟
فهل أنت منتبه ؟
أم تحتاج الى حجر ....
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، اللهم آآآآآمين .
هــمــ الحنين ــس