معرض الجزائر يصالح كتاب المهجر مع جمهورهم
التاريخ يلقي بظلاله على الطبعة السادسة عشرة
زهية منصر
تسجل الطبعة السادسة عشرة لمعرض الجزائر عودة قوية للكتاب المهاجرين المقيمين بفرنسا حيث تعود الكاتبة المتمردة مليكة مقدم من خلال روايتها الأخيرة "ليلة الانشقاق" التي تصدر عن دار القصبة تزامنا مع خروجها إلى الأسواق بفرنسا عن دار فيار الباريسية كما يعود أيضا أنور بن مالك من خلال روايته عام الزانية الصادرة أيضا عن نفس الناشر L'année de la putain
*
وتعتبر هذه ثاني مرة يحضر فيها أنور بن مالك إلى معرض الجزائر بعد الضجة التي أحدثتها روايته "آه ماريا" التي اتهم فيها بالإساءة إلى الذات اللاهية، كما يحتضن المعرض أيضا بوعلام صنصال صاحب "قرية الألماني"، المتهم هو الآخر بالولاء للزمن الاستعماري، هذا إلى جانب حضور مايسا باي وأمين الزاوي الذي يعود هذه السنة بروايتين الأولى بالعربية عن منشورات الاختلاف والدار العربية للعوم "حادي التيوس أو منة النفوس في عشق بنات النصارى والمجوس" والتي استحضر فيها قصة الشقراوات الثلاث اللواتي تهافت عليهن الشباب الجزائري للزواج بعد أن أعلنّ إسلامهن في بلعباس ونشرت صورهن في الشروق. أما الرواية الثانية للزاوي فتصدر عن البرزخ بعنوان "اليهودي الأخير في تمنطيط".
*
الطبعة السادسة عشرة لمعرض الجزائر التي تحتفي هذا العام بربيع الثورات العربية يسجل عودة واسيني الأعرج بروايته "جملوكية أرابيا" التي ينتقد فيها استبداد الأنظمة العربية الرواية صادرة عن دار الآداب ومنشورات الفضاء الحرفي طبعة جزائرية، أما منشورات الاختلاف فاختارت أن تقدم، تمشيا مع إشكالية المعرض لهذه السنة، كتاب المفكر اللبناني علي حرب حول الثورات، الدار التي وسعت شراكتها هذا العام إلى دار الفارابي اللبنانية اختارت أن توسع مجال اهتماماتها إلى السينما والمسرح فقدمت كتابا جديدا لسعيد بوطاجين حول السينما وكتاب آخر في المسرح، هذا إضافة إلى رواية سمير قسيمي "في عشق امرأة عاقر".
*
الشاعر عزالدين ميهوبي اختار هذا العام أن يعود من خارج أبواب الرواية أو الشعر باتجاهه إلى أدب الرحلة، حيث يصدر عن مؤسسة الشروق "ما لم يقله السندباد" وفيها يتوقف ميهوبي عند رحلاته إلى مختلف دول العالم كما يعود عبر دار نشر لبنانية إلى صراع اللغات في كتاب "نهاية اللغات من برج بابل إلى أبراج مانهاتن"، فيما اختارت منشورات البيت أن تعود عبر الترجمة بتقديم نصوص شعرية للكاتب الإيراني أحمد رضا الأحمدي "طيور بلا أجنحة" بترجمة الشاعرة مريم حيدري، كما تقدم الدار أيضا انطولوجيا الشعر الاسباني "نصف قرن من الشعر الاسباني" تضمن أزيد من 150 شاعرا بقلم الشاعر العراقي عبد الهادي سعدون.
*
يقدم معرض الجزائر هذه السنة مجموعة من الاصدارت التاريخية يتوقع أن تحدث جدلا ونقاشا في الساحة بالنظر لأسماء التي وقعتها وموقعها في ما عاشته الجزائر في مختلف مراحلها، حيث ينتظر جمهور القراء ما تسفر عنه مذكرات الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد التي تقدمها القصبة، خاصة وأن الشاذلي كان شاهدا على أهمم رحلة عرفت فيها الجزائر تحولات عميقة، كما ينتظر الجمهور أيضا مذكرات العقيد الطاهر زبيري الذي حرره الزميل مصطفى دالع وتقدمه مؤسسة الشروق وفيها يتحدث العقيد الزبيري لأول مرة عن تفاصيل كثيرة وأسرار التفاصيل حول مساره، خاصة في قضية الانقلاب على بومدين. كما تقدم مؤسسة الشروق أيضا كتاب "الجيا من الداخل شهادات ضابط شرعي في الجماعات المسلحة"، الذي يكشف ولأول مرة تفاصيل مروعة عن ممارسات الجماعات المسلحة.
*
في نفس الاتجاه تقدم منشورات البرزخ كتاب مليكه رحال عن علي بومنجل "قصة فرنسية وقضية جزائرية"، تقدم تفاصيل حياة واستشهاد المحامي علي بومنجل المناضل السابق للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري لفرحات عباس، الذي استشهد تحت التعذيب من قبل مظليي الجنرال ماسو.