''ذي شامب'' الفيلم الأكثر حزناً في تأريخ السينما العالمية
ذكرت دراسة علمية، أُجريت مؤخراً، أنّ الشريط السينمائي ''ذي شامب'' يعدّ الفيلم الأكثر حزناً في تاريخ السينما العالمية، لقدرته على التغلغل في أعماق النفس البشرية، وتحريك مشاعره الدفينة، في حين اعتبرت ''عندما التقى هاري بسالي'' للمخرج روب رينر، والذي أنتج في العام ,1989 من أفضل الأفلام الأكثر متعة على مرّ السنوات السابقة.
بيلي فلاين (جون فوت)، ملاكم سابق يعمل مروّض خيول، ويقيم في ميدان للسباق مع ولده الصغير، دي. جي. (ريك شرودر)، فجأة يلتقي، في أحد الأيام، بزوجته التي كانت قد هجرته قبل سبع سنوات، ليقرّر العودة إلى حلبة الملاكمة، من أجل ضمان مستقبل أفضل لولده، وفي آخر مباراة ملاكمة له، يسقط فلاين مهزوماً من قبل خصمه، وقبل أن يموت، ينادي على ولده الصغير، وهو في حالة احتضار، وهنا، يبدأ المشهد السينمائي الراقي على الإطلاق، والذي أحال فيلم ''ذي شامب-البطل''، لفرانكو زيفيريللي عام 1979 إلى الفيلم الأكثر حزناً في التاريخ، وبالكلمات التالية المثيرة جدا للحزن والشفقة: ''أيّها البطل، استيقظ! لا تنم الآن، عليك الذهاب إلى المنزل!.
هكذا تبدو خاتمة البحث، والذي قامت بإنجازه جامعة كاليفورنيا، وتمّ نشره في المجلة الصادرة عن متحف ''سميثسونيان''، وهذه الدراسة التي أعدها جيمس جي. غروس، وروبرت دبليو. ليفنسون، أشارت إلى أنّ اللقطة الأخيرة لفيلم ''ذي شامب''، تحوّلت إلى موضع دراسة في المختبرات النفسية في جميع أنحاء العالم، لتحديد ما إذا كان الإنسان الذي يعاني من الاكتئاب أكثر عرضة للبكاء من الإنسان السليم، وكذلك لمعرفة ما إذا كان الشخص الحزين أكثر تبذيراً للمال، ويمكن من خلال الصورة أيضاً، تحديد ما إذا كان الكبار في السن أكثر تحسّساً بالألم من الشباب، ويقول غروس، نقلاً عن المجلة الكاليفورنية ''لا أزال أشعر بالحزن كلما رأيت هذا الطفل وهو يبكي بشدة، ومن كل قلبه''، أوجّ لحظات الفيلم هذه وأكثرها تأثيراً في المشاهد لا تستغرق مدتها سوى دقيقتين و51 ثانية فقط.
العرض الأوّل لفيلم ''ذي شامب'' كان عام ,1979 والذي نال عنه النجم الصغير ريك شرودردر جائزة الكرة الذهبية لأفضل ممثل واعد، وكان عمره حينذاك تسع سنوات، هذا الشريط الدرامي له القدرة الكافية لكسب عطف الناس، وبشكل كبير أكثر من الأفلام السابقة، والتي كان محور أحداثها يدور حول عالم الطفولة، مثل ''كرامر ضد كرامر'' للمخرج روبرت بينتون عام ,1979 أو فيلم الرسوم المتحركة ''موت أم بامبي''، من كلاسيكيات ديزني لعام .1942
وتعود بدايات هذه الدراسة العلمية إلى سنة ,1988 عندما طرح روبرت دبليو. ليفنسون، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا يرافقه تلميذه، طالب الدراسات العليا جيمس غروس، تساؤلاته حول الأشرطة الفلمية، على ذوي الاختصاص ونقّاد السينما والبعض من زملائه، ومثلما تشير المجلة الكاليفورنية، فإنّ الفكرة كانت تنطلق من كيفية تحديد المشاهد السينمائية القادرة على إثارة ردود الفعل العاطفية في الناس، ومن ثم وضع كاتالوج يكون في خدمة ومختبرات علم التحليل النفسي.
وأمّا الفيلم السينمائي الأكثر إمتاعاً، فقد كان ''عندما التقى هاري بسالي''، وذلك طبقاً لذات الدراسة التي تمّ تكريس أكثر من عشرين عاماً لمتابعتها، وإخضاع حوالي 250 فيلماً لها، وإجراء مقابلات مع أكثر من 500 شخصية، وتشكّل لقطة الإثارة المصطنعة لميغ رايان في الفيلم اللقطة الأكثر متعة في تاريخ الفن السابع.