"الموضوع قديم" فاجأتني الكلمة وكأنها - اكتشاف - حينما فكّرت
الموضوع قديم !! هممم إذن لماذا هذه الثورة الصغيرة - غير القديمة - التي تعتمل في داخلي؟!
خبرٌ صغيرٌ قرأتُه ، كُتب بشكل عابر جداً على شريط الأخبار :
"إسرائيل تُعرب عن أسفها لاعتراف الأرجنتين بما يُسمى - دولة فلسطين" .
حقا !!
حينما يُصر السارق على أنّ "ما سرقه" هو ملكه أصلا ، إصرار عجيب يستمر لسنوات وسنوات ، فهو إنما يُريد شيئاً واحداً ،أن يكُف صاحب " الشيء" عن الإحساس بملكيته، بأحقيته فيما سُرق منه !
كيف أمكنهم الاستمرار في السرقة على مدى هذه السنوات كلها دون كلل؟!
و كيف أمكننا – في معظم الأحيان – الصمت على "سرقتهم" كل هذه السنوات دون كلل أيضا؟!
كيف نصحو وننام ونأكل و نضحك..ونمارس كل طقوس الحياة،ووطن بل أوطان بكاملها تُسرق كل صباح ! في ذات الصباح الذي نتناول فيه قهوتنا الساخنة بتلذذ !
كيف اقتنعنا ، صدّقنا ، اعتدنا أو تأقلمنا على أنّ هُناك أصلا ما يُدعى "إسرائيل" !
كيف صدقنا و لو جزءاً من أوهامهم ، إلى هذا الحد الذي مُحيت فيه "فلسطين" من الخريطة ، وإلى الحد الذي تغيرت فيه أسماء الشوارع والحوانيت.. إلى الحد الذي "استوطنت" فيه المستوطنات .
كيف - باعتيادنا ألم الإحتلال - أحلنا دماء آلاف الشهداء إلى لون أحمر باهت بلا حياة !
كيف - دون أن ندري - وصلنا إلى أن نقرأ مثل هذا الخبر فنتعجب من مشاعرنا الذاهلة ، وكأنها لا يجب أن تُذهل ، وكأنّ أعيننا يجب أن تمر عليه سريعا ، تمُر على آلاف المآسي والمذابح والسرقات والدماء ..
تمر علي أطفال تُعذّب .. على بيوت تُهدّم..على نساء تنام بجوار " لوح زجاجيّ" يحمل صورة لزوج أو ابن أو جدة حنونة بل - كانت - حنونة !
تمُر على "سرقة وطن"..
تمُر..هكذا بصمت، وبمنتهى الهدوء.