وافق مجلس إدارة مجمع ''الخبر''، في اجتماع عقده أمس، بمقر اليومية، على الشروع في التحضير لإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية، ذات طابع إعلامي إخباري جواري، مواكبة لما وصل إليه الإنتاج السمعي البصري عبر العالم، بعد إعلان السلطة رسميا، في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، عن مشروع فتح قطاع السمعي البصري، وذلك متعلق بتمسك السلطة بنيتها التي عبّرت عنها، وبخيارات التفتح، وصدور القانون نهاية ,2011 والحصول على الاعتماد.
قرر مجلس إدارة مجمع ''الخبر''، بعد الاجتماع الذي عقده أمس بمقر اليومية، بحيدرة، بالجزائر العاصمة، بدء تجربة إعلامية جديدة، بإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إخبارية، ستحملان تسمية وشعار ''الخبر''، وذلك بعد التجربة التي خاضها سنة 1990 في مجال الصحافة المكتوبة، بإطلاقه يومية ''الخبر'' التي قطعت أشواطا عديدة لتصل إلى عامها الواحد والعشرين.
وكشف رئيس مجلس إدارة ''الخبر''، السيد زهر الدين سماتي، أن مقر القناة والمحطة جاهز، وأن خيار إنشائهما قائم لدى المساهمين في مجمع ''الخبر''، منذ تأسيس الصحافة المكتوبة المستقلة، مردفا: ''كنا دوما ندافع عن انفتاح أكثـر في قطاع السمعي البصري، والآن تزامنا مع رزنامة الإصلاحات التي أعلنت عنها رئاسة الجمهورية، وتماشيا مع تطور تكنولوجيات الاتصال والوسائل متعددة الطرائق، أضحى من العيب ترك قطاع السمعي البصري منغلقا''. وأضاف زهر الدين سماتي أن صرح مجمع ''الخبر'' لن يكتمل إلا بعد إنشاء قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية، وأن التحضير لإنشائهما قد انطلق، إلا أن دراسات الجدوى التقنية والمالية، التي سيكون الاعتماد فيها على خبرات أوروبية وعربية، وحتى جزائرية، لم يشرع فيها بعد، مبررا قوله ''نية فتح القطاع حسنة، ولكنها غير واضحة بعد، وعند صدور القوانين ستتضح المعالم والصورة أكثـر، وإذا تم الأمر في نهاية السنة الجارية، وحصلنا على الاعتماد، فإن البث التجريبي سيكون السنة المقبلة''.
كما ذكر سماتي بأن محتوى قناة ومحطة ''الخبر''، سيكون شاملا، سياسي، ثقافيا، فنيا، رياضيا، وحتى اجتماعيا، معقبا: ''وسيواكب ما وصل إليه الإنتاج السمعي البصري عبر العالم، فإذا أردنا النجاح في هذه التجربة يجب توفير الشروط المادية، وفي الوقت الذي أنا مع تواجد سلطة ضبط، أرى أنه على السلطة رفع يدها قليلا، وألا تفرض الرقابة على كل شيء، وتفتح المجال للإبداع''. وعن الصحفيين المؤهلين للالتحاق بقناة ومحطة ''الخبر''، أبرز المتحدث أن الأولوية ستكون لعمال ''الخبر''، من صحفيين قدامى، ومن طاقمها الشاب الذي يمتلك إمكانيات ومؤهلات تمكنه من خوض تجربة أخرى، إلى جانب الكفاءات الوطنية داخل وخارج الجزائر، التي ساهمت في صنع سمعة القنوات الكبرى، مضيفا أن التحاقهم لن يكون فقط من أجل العمل، وإنما للمشاركة أيضا في إعطاء التصور العام للقناة التلفزيونية والمحطة الإذاعية.
وقال رئيس مجلس إدارة مجمع ''الخبر'' إنه لا يجد مبررا لبقاء قطاع السمعي البصري منغلقا، ولا تفسيرا مقنعا للتخوف من فتحه، مواصلا ''لم يعد مجد بقاء وسائل الإعلام الثقيلة في يد الحكومة لوحدها، فلا يمكن لقناة واحدة تلبية كل الرغبات، ومن الأفضل لسمعة الجزائر، ومن الأحسن للأمن الجزائري وتدعيما للحريات والديمقراطية، وللمكاسب التي حققت لحد الساعة، يجب فتح القطاع، فعدم مواكبة التحولات العميقة، والثورات الشعبية والاحتجاجات، وعدم النزول عند رغبة المواطن الجزائري، غباء''.
وأكد سماتي أن فائدة فتح القطاع ليست سياسية فقط، وإنما ستدعم الإنتاج الثقافي، والرياضي، والاجتماعي، برؤى مختلفة، وتلبي جل الرغبات، وتكون مفتوحة على كل الحساسيات، مضيفا: ''في حال تمسك السلطة بنيتها في فتح القطاع، سنثبت أن الجزائر ستصبح قوة إعلامية كبيرة في ظرف وجيز، يحسب لها ألف حساب في المنطقة المغاربية والعربية''.
ولم يخف المتحدث أنه ضد فكرة فتح القطاع لأصحاب السلطة المالية والسياسية فقط، بل يجب أن يتعدى الأمر ذلك، ليكون في صالح المهنيين، مواصلا ''لا أتمنى أن تتكرر تجربة الصحافة المكتوبة المستقلة، التي لم تنجح فيها إلا بعض العناوين، وأهنئ الزملاء في يومية ''الوطن'' على قرار إنشاء القناة والمحطة، وأهنئ مسبقا أي مجمع آخر يتخذ نفس القرار، فالمهم أن نكون مهنيين''.