بدر الدين ميلي يفكّك للشروق تيمات روايته "مرايا الطيور"
رحيل هواري بومدين أدخل النخب الجزائرية في دائرة التهميش
حظيت رواية "مرايا الطيور" لبدر الدين ميلي باهتمام بالغ من جمهور الصالون الدولي للكتاب، حيث شهد البيع بالتوقيع الذي عرفه جناح دار الشهاب إقبالا لافتا. وتعد هذه الرواية الثانية للمؤلف بعد "الفتحة والجدار" التي أصدرها في 2009، وتدخل هاتان الروايتان في مشروع ثلاثية من المنتظر أن تصدر الرواية الثالثة "الرغبات الملعونة" مطلع 2012.
تحكي هذه الرواية التي تسبح في تشكيل تاريخي سياسي موضوع نضالات الطلائع الأولى في عهد الرئيسين الأسبقين أحمد بن بلة وهواري بومدين، التي ميّزها جو من الغليان العقائدي والثقافي والصراعات السياسية. ويرى الروائي بدر الدين ميلي في لقاء أجرته معه الشروق على هامش حفل التوقيع، أنّ روايته ميّزها "الالتزام السياسي لتلك النخب وفشله بعد انقلاب 19 جوان 1965"، ومع ذلك يرى ميلي "أنّ تلك الفعاليات استمرت في نضالاتها تحت لواء الثورات الثلاث الزراعية، الثقافية والصناعية في محاولة أخيرة لغرس الخيار الاشتراكي، لكن هذا الأمل انهار بوفاة الأخ الأكبر هواري بومدين، وظهور الفئات الليبرالية وقوة المال التي فرضت الانفتاح الرأسمالي على المجتمع، ما فتح أبواب جهنم على هذا الأخير، وهذا ما سيكون موضوع الرواية الثالثة التي ستصدر لاحقا".
*
وتحاول رواية "مرايا الطيور" تحليل مكانة النخب المثقفة عبر تاريخ الجزائر المعاصرة، وخلص الروائي إلى أن "كل النخب الجزائرية عبر هذا التاريخ اضطرت إلى احتلال مواقع ثانوية في هرم مراكز صنع القرار لعدة أسباب أهمها الالتحاق المتأخر لتلك النخب بثورة التحرير في 1954". ويرى ميلي أيضا أنه "باستثناء النخبة الثورية التي تحتل الآن الصدارة، وفشلت في استكمال وعود نوفمبر 1954، النخب الجزائرية الأخرى ماتزال إلى الآن تعاني، وهي مضطرة أن تلعب دور "سكرتير" فاقدة كل إمكانيات الاتصال بالمجتمع، لأنها مشتتة الصفوف". ويخلص بدر الدين ميلي إلى أنّ الشروط المحتملة لصعود النخب المثقفة في الجزائر للعب أدوار طلائعية تكمن في الاتفاق على قاعدة مشتركة للعمل، وإيجاد مكانة رائدة في مسار الإصلاحات وتسيير شؤون المجتمع".