محاضرات حول "سيرتا النوميدية"
الأسبوع الثقافي لقسنطينة بوهران
تتواصل بوهران فعاليات الأسبوع الثقافي لمدينة الجسور المعلقة التي قدمت موروثها الفني والأدبي من خلال باقة منوعة من المعارض الخاصة بالكتاب والصور الفوتوغرافية وكذا الفنون التقليدية وذلك بقاعة الميدياتيك التي سجلت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور الوهراني الذي تعرّف عن قرب على هذا الموروث الثقافي لمدينة قسنطينة لا سيما إذا تعلق الأمر بالألبسة التقليدية والحلويات والحرف اليدوية مع اكتشاف أهم الشخصيات التاريخية بهذه المنطقة الجزائرية العريقة من خلال مجموع المؤلفات والإصدارات التي قدمت بالمعرض ، وليس هذا فحسب بل خصصت قسنطينة فضاء آخر للمعارض الوثائقية ، الأمر الذي شدّ إنتباه الطلبة الذين كانوا من أكثر المهتمين بهذا المعرض المميز.
ومن جهة أخرى فقد برمجت أمس عدد من المحاضرات الأدبية والتاريخية حول »سيرتا النوميدية« التي ألقاها الأستاذ محمد الصغير ومحاضرة أخرى حول المشهد الثقافي بولاية قسنطينة للأستاذ باديس فوغالي وذلك في رحاب إذاعة الباهية التي إستضافت كلا من الأستاذين اللذان حاولا التعريف بالجوانب التاريخية والثقافية لهذه المدينة العريقة بمشايخها وأعلامها وكذا أدبائها، وليس هذا فحسب بل قام الأستاذ عبد الله حمادي في إطار هذا الأسبوع الثقافي بتقديم كتاب تاريخ بلد قسنطينة للشيخ الحاج مبارك بن لعطار (1790 1870) الذي يذكر فيه كيفية بناء قسنطينة عارضا بذلك الآراء والأفكار المتناقضة التي قيلت حول هذا الموضوع مبرزا أهم الآثار والمعالم التاريخية لها وغيرها من الجوانب الإجتماعية والسياسية وكذا الثقافية الهامة، ولإعطاء البرنامج الثقافي لمسة أدبية راقية فقد نظم الوفد الثقافي القسنطيني بمسرح علولة أمسية شعرية لعشاق الكلمة الموزونة والإحساس الجميل من خلال إستضافة خيرة الشعراء الذين جاءوا خصيصا من قسنطينة لإتحاف جمهور الباهية بقصائدهم الراقية والمشبعة بأجمل العبارات الإنسانية الهادفة.
ولم يكتمل هذا الموعد الثقافي إلا بحفل فني ساهر أحيته جمعية أبناء الطريقة العيساوية التي أمتعت العائلات الوهرانية بأجمل الوصلات الموسيقية الخفيفة لفن العيساوة الذي اشتهرت به مدينة الجسور المعلقة، فيما يخص الطبوع الفلكلورية، حيث ألهبت الفرقة ركح علولة برقصات تقليدية جميلة تتبعها أغاني قرآنية باستعمال آلات عريقة كالبندير والمزمار وغيرها، ومن المنتظر أن يستمتع الجمهور هذا المساء بحفل فني آخر لكن في طابع المالوف من إحياء فرقة الفنان رياض خلفة بهدف إبراز التراث الموسيقي العريق للمدينة الذي يرتكز أساسا على موسيقى المالوف.