تمكنت الفرقة الاقتصادية التابعة لأمن ولاية سطيف، عشية أول أمس، من اكتشاف مواد أولية صناعية تدخل في إعداد عصير جزائري مستوردة من إسرائيل، حيث عثـرت على 40 برميلا من الحجم الكبير بسعة إجمالية قاربت 8 آلاف لتر، استهلكت بشكل نهائي بعد خلطها بمختلف المواد التي تشكل العصير الصناعي.
حسب مصادر أمنية مطلعة، فإن هذه البراميل كانت تحمل علامة ''مستورد من هولندا''، غير أن عمليات الشحن والتفريغ التي عادة ما تكون من الميناء نحو المخازن كشفت عن وجود النجمة السداسية رفقة علامة ''منتوج إسرائيلي'' توجد تحت نفس الوسم الذي يحمل صفة الإنتاج الهولندي. وكشفت مصالح الشرطة القضائية أن تلك البراميل تتنوع أذواقها بين ذوق الخوخ والبرتقال والتفاح، فيما لا يزال البحث عن كميات أخرى داخل المخازن، بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف الذي فتح تحقيقا معمقا في القضية التي ستعرف ردود فعل قوية، خاصة وأن هذا المشروب شهد نزولا قويا إلى السوق المحلية في رمضان الفارط تزامنا مع موجة الحر التي ضربت المنطقة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة من ميناء بجاية أن هذه المواد تشهد رقابة شديدة من طرف مختلف المصالح لحساسيتها، غير أن إخفاء الوسم للبلد الأصلي المصنّع لتلك المواد، يراد منه الاستفادة من انخفاض الأسعار التي تعرضها الشركات الإسرائيلية مقابل الترويج لمنتجاتها، خاصة في بلدان مثل هولندا والسويد والنرويج، وحتى وإن لم يكن صاحب هذه المواد مطلعا على هذه الطرق في الاحتيال فإن القانون يعاقب عليها ويعتبرها غشا للتهرّب من المساءلة القانونية. وفي انتظار تدخل فرق الرقابة بالمديرية الولائية للتجارة لتحليل مختلف العينات الخاصة بالعصير ومطابقتها مع شروط الصحة العامة، يبقى المستهلك حائرا في آلاف الماركات التي تنزل السوق في كل مرة ومدى ملاءمتها وخضوعها للرقابة الجدية من مختلف المصالح.