السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
أنت أعمى؟؟ أنت غبي..أنت جاهل عبارات يشيع استخدامها لدى البعض
اذا أخطأ الطفل.وينسى الوالدان -أحيانا- أن الخطأ طبيعة بشرية، فمن
لا يخطىء لا يتعلم...وبذلك تحول الأسرة الخطأ الى سبب ودافع لاحباط
الطفل، وتحطيم معنوياته والتقليل من قدره وخلخلة ثقته بنفسه،
فالأب أو الأم حين يهددان طفلهما بحرمانه من مصروفه اليومي،و المعلم
الذي يهدد بحرمانه من الدرجات أو استدعاء ولي أمره يؤثر سلبا في الطفل
حيث ترسخ في عقله الباطن اللاوعي استشعاره بعدم الكفاءة لتحمل المسؤولية
وعدم أهليته للثقة في ذاته، كما أنها توقف عملية الإبداع والانطلاق في حياته،
وخاصة اذا سبق التهديد الحوار مع الطفل وبيان الخطأ.
ويرى الأخصائيون أن الخطأ الحقيقي هو ان تدخل الاهل يكون منصبا على
شخصية الطفل التي توضع في ميزان التقييم مقابل الخطأ، وتتعرض غالبا
للاهانة. و حسب تربويين فعلى الأسرة معرفة دوافع السلوك عند الطفل قبل
تقييم خطئه، حتى لا تترك ردة فعل الوالدين بصمات مؤلمة في نفسية الطفل
وقد لا يتخلص منها طيلة حياته.
وينصح الخبراء بأساليب تجعل من خطأ الطفل وسيلة للتعلم والابداع وأولها
ان يسأل المربي نفسه عندما يخطئ الطفل، هل علمته الصواب بداية حتى
لا يخطئ؟
وعلى الوالدين تعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ لأنها دائما العلاج الذي يبني
حاجزا متينا بينه وبين تكرار الخطأ، وفي الوقت ذاته تعليم الطفل تحمل
مسؤولية أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات.
كما ينصح الآباء بالبحث عن واقع الخطأ لدى ابنائهم لمعالجة الأصل بدل
التعامل مع الأعراض.
وعلى الاسرة -في كل الأحوال- أن تكون دوما بجانب الطفل وتشاركه
احساسه وتمارس التوجيه الايجابي معه، فمن الضروري فصل الخطأ عن
شخصية الطفل، فلا أحد يحب أن يعرف بأخطائه عند الآخرين.
وبدلا من اخافة الطفل من الفشل بشكل مغالى فيه ، يجب تعليمه المعايير
السليمة التي من خلالها يتعرف على الخطأ واكسابه الارادة اللازمة للنهوض
من جديد كالصلابة والاصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الاحباط،
وتعليمه كيف يكتسب خبرات ايجابية من الفشل، وبحسب دراسات تربوية
فمن المهم أن يعتمد الطفل على نفسه لتجاوز خطئه وينصح الآباء بالانصات
الى أبنائهم والاهتمام لتفهم أصل الخطأ، وعدم اليأس من طفلك مهما تكرر
خطؤه، فالحب والتسامح والابتسامة افضل من الغضب والانفعال.
ويدعو التربويون الى اقامة علاقة ود وصداقة بين الصغير والكبير داخل
الأسرة وتعليمه كيف يستفيد من الخطأ حتى لا يقع فيه مرة أخرى، وكيف
يستشعر مسؤولياته عن أفعاله.
و ابتسمي ان أخطأ طفلك ..... فهذا يبعد عنك الغضب و حكمة التعامل معه.
هــمــ الحنين ــس