تحولت رياضة كمال الأجسام من لعبة رياضية لها قواعدها وشروطها ولها تدريباتها ومؤطريها الى أشبه بالموضة عندنا وكل نحيف يريد أن يغير ملامح جسده والضعيف يبحث عن جذب غيره ، يقوم بالالتحاق بقاعات التدريبات الخاصة والمتنامية هنا وهناك يحمل الحقيبة ويحلم بأن تظهر عضلاته وأن تقوى بنيته الجسدية في أقصر مدة فتجده يستنجد بالمقويات والفيتامينات وكل أدوية النفخ الممكنة والمهم عنده أن يرى نفسه كالممثل أو المصارع الفلاني نرجسية ذاتية تولد لدى الممارس وتراه لا يفارق المرآة إلا نادرا يتلذذ بمنظر جسده وتتحول التدريبات إلى إدمان وبسرعة البرق تنمو العضلات ويتحول شكل صاحبنا ويضيف ا لبودي الذي يلبسه من ظهور عضلات صدره ويديه وعوض أن يتوقف عند حد اهتمامه بنفسه تجده يستعرض قوته الجسدية الوهمية على غيره من عباد اللّه ويتحول الخجل والخوف بداخله الى عدوانية معلنة يتباهى بشكله الجديد ولا يتوانى في مشاكسة اترابه ومعاكسة المارة وكأني به يقول »راني متريني حديد« وجسدي من فولاد واشكون يقد عني« طبعا تفكير خاطىء وتصور مزيف لمنتفخ سرعان ما تعود عليه الهرمونات والفيتامينات بالضرر ويتهالك جسده في مابعد ولا تبقى لاعضلات ولا استعراضات وكثير ما سمعنا عن موت مفاجىء لمثل هؤلاء المخاطرين بأجسادهم، فاحذروا أيها الشباب فلنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا واعلم أن كمال الاجسام رياضة قبل أن تكون مخاطرة.