14 تشرين الأول/أكتوبر هو اليوم العربي للبيئة
البيئة هي مجموعة العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان، والمحيطة بالمساحة التي يقطنها، والتي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته، وتؤثر في سلوكه ونظام حياته
وقد أصبح الاهتمام بالقضايا البيئية اهتماماً رئيسياً لا يمكن لأي دولة تريد أن تتقدم في أي مجال إلا أن تأخذ البعد البيئي. وأصبحت كلمة البيئة تتلازم مع التنمية، لأن أي تنمية لا بدّ أن تستند إلى أسس تتلاءم والوضع البيئي.
حيث أصبح الإنسان في عالم قرن الحادي والعشرين يعيش في وسط مملوء بالتلوث، هوائه ملوث، مائه ملوث، طعامه ملوث، شرابه ملوث، وحتى سماؤه أصبحت ملوثة؛ نتيجة تطاير الغازات وتفاعلاتها في المنطقة الأيونية مسببة ثقبا خطيرا في طبقة الأوزون.
ومعروف أن عالمنا العربي تحاصره المشاكل البيئة من كل جانب فلا بدّ من تحديد الاهتمامات والأولويات البيئية، ولا بدّ من آلية لتحديد هذه الأولويات.
هذا وأظهرت دراسة حديثة أن البشرية استهلكت مجموع الموارد المتجددة عام-2010-، حتى وصلت نسبة العجز البيئي إلى قرابة 30 في المئة، بمعنى ان الانسانية تستهلك راهناً أكثر من قدرة الكوكب الأزرق على تجديد موارده بنحو الثلث.أي استنفذ الانسان قدرات الأرض التي يعيش عليها في تجديد مواردها البيولوجية للعام الجاري، وصار يستهلك من موارد المستقبل.
لذلك من واجبنا أن نحافظ على البيئة، وأن نحميها، ومن حق البيئة أن تمنح ما تستحقه من إهتمام وعناية.
وعلينا أن نسرع للحد من المشاكل التي تحيط بالبيئة من تلوّث، إحتباس حراري...
واليوم يكثر في عالمنا العربي الحديث عن مواضيع التنمية المستدامة وحماية البيئة وتطوير الأرياف ، وتوفير الاكتفاء الذاتي بتأمين الحاجات الأساسية، هذا يحدث في ظل تطور برامج ومشاريع في مجال الطاقة ومعالجة النفايات والصحة والمياه، والزراعة البديلة والأغذية، وتنمية المرأة وخدمات البلديات والصناعات الصغيرة.
هذه المشاريع التي يتم التفكير بها والتي يجب البدء في تنفيذها في الغد القريب إن أردنا أن نحدث تنمية حقيقية في العالم العربي. ولا بدّ في الوقت نفسه التخطيط للمحافظة على البيئة المحلية وتنميتها.
وعلينا ترشيد استهلاك المياه وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الصحة العامة وسلوكيات صحية عامة للمساعدة في الحفاظ على الطعام بعيداً عن التلوث. والعديد من القضايا التي تتعلق بالبيئة ضمن برامج التوعية والتربية البيئية التي يجب أن تأخذ موقعها المناسب في عالمنا العربي. وأن لا تكون المناسبات البيئية احتفالاً بالخطابات مصحوبة بأعمال متناثرة غير مبرمجة ليوم في عام، إنما الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة البيئية من الأجدى أن يكون لما أنجزنا وما ننجز من أجل المحافظة على بيئتنا.
إن الأمم المتحدة والدول والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني لاسيما تلك التي تُعنى بشؤون البيئة مطالبة اليوم بوضع السياسات الكفيلة التي تساهم في الحد من التلوث بمختلف أنواعه، وذلك عن طريق ما يلي:
-ضرورة نشر ثقافة المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية بحيث تعي البشرية جمعاء خطورة التلوث البيئي على الإنسان والهواء والماء والأرض.
-ضرورة احترام القوانين لان محاولة محوها أو تحريفها يضر بالبيئة الطبيعية وبعيش الإنسان...
- ضرورة الاحتراز واتخاذ جميع التدابير للوقوف أمام المشاريع والفعاليات التي تساهم في إنتاج التلوث...
-ضرورة إصدار قوانين دولية ملزمة لجميع الدول لحماية البيئة، ومعاقبة كل من يقوم بتخريبها.
-الإكثار من حملات التشجير
- تشجيع الحملات المدنية في المدن من أجل النظافة، وذلك بدعوة أهالي المدن إلى تنظيف بيوتهم وشوارعهم ومحلاتهم....
أخيراً ان هذا اليوم كما هو معروف للجميع هو يوم البيئة العربي لذلك يجب علينا جميعاً العمل بكل الامكانيات المتاحة وما أكثرها لكي نخلص بيئتنا مما أصابها من تخريب وتلوث.
إعداد راوية قاسم