تحتفل ولاية بنزرت يوم 15 أكتوبر ومعها كل التونسيين في الداخل و الخارج بذكرى عيد الجلاء ذكرى النضال والفداء والتضحية بكل غال و نفيس من أجل عزة تونس و سيادتها، إن التونسيين و التونسيات يحتقلون بعيد الجلاء وفاءا دائما لتضحيات شهداء تونس الأبرار لقد كانت معركة الجلاء العسكري التام ببنزرت في صائفة 1961 من أبرز الوقائع التي كان لها تأثيرها في مجرى الأحداث في الستينات على المستوى الوطني إن معركة الجلاء ببنزرت هي معركة الكرامة يقول الزعيم الحبيب بورقيبة (رسمت لنفسي دائما خطة لا يمكن لي التنازل عنها أبدا وهي الكرامة، لقد كانوا يريدون إهانتنا وإذلالنا، فما توسيع مطار بنزرت وإرسال رجال المظلات في الوقت الذي كنا نطالب فيه بالجلاء، إلا إذلالا وإهانة وقف ضدهما التونسيون إلى جانبي وتفهموا موقفي )
لقد دامت معركة الجلاء عن بنزرت بين قوات الاستعمار الفرنسي وبين الشعب التونسي بكل فئاته أربعة أيام ممتدة من 19 إلى 22 جويلية 1961 التاريخ الذي صادق فيه مجلس الأمن الدولي على قرار يقضي بوقف إطلاق النار واصفرت المعارك عن مجزرة رهيبة في صفوف التونسيين، حيث سقط عدد كبير من الشهداء.
أمام صمود التونسيين ومطالبتهم بالسيادة التامة على أراضيهم و بفضل جهود قوى السلم في العالم التي وقفت مناصرة للقضية التونسية أجبرت فرنسا على الدخول في مفاوضات مع الحكومة التونسية توصلت إلى اتفاق تم في 18 سبتمبر 1961 ينص على سحب كل القوات الفرنسية من مدينة بنزرت والعودة إلى مراكز انطلاقها. وشرعت قوات الاستعمار الفرنسي في الانسحاب من أرض الجلاء و الوفاء بداية من 29 سبتمبر 1963 ليكتمل الجلاء التام عن قاعدة بنزرت في 15 أكتوبر 1963 وهو تاريخ رحيل آخر جندي فرنسي لتعم الفرحة في ذلك اليوم كل التونسيين و التونسيات بحصول تونس على الجلاء التام والسيادة الوطنية. لقد كان جلاء الجيش الفرنسي عن بنزرت في 15 اكتوبر 1963 تتويجا لنضال تونس من أجل السيادة التامة. بعد كفاح تحريري ضد الاحتلال الفرنسي استمرمن سنة 1881 إلى سنة 1956، وأطوار معركة الجلاء التي دامت سنوات من يوم الاستقلال إلى إجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن التونسي يوم 15 أكتوبر 1963. و ينبغى أن نذكر هنا بما اتسمت به مسيرة الكفاح الوطني التونسي من قدرة عالية للحزب الحر الدستوري في التنظيم وفي التعبئة وفي تأطير القوى الحية بالبلاد للحصول على الاستقلال لقد تمكن الحزب الحر الدستوري تحقيق حلمه في الحصول على الاستقلال بعد إجبار فرنسا على الاعتراف به سنة 1956 أمام صمود رجال تونس وبعد مواجهات عديدة أمكن للمناضلين والمقاومين التونسيين تحقيق الجلاء عن رمادة في 3 جويلية 1958 وعن قفصة في 13 جويلية ثم عن صفاقس في 14 سبتمبر في حين بقيت مدينة بنزرت في يد فرنسا التي تمسكت بعدم التخلي عنها. لكن وقوف الشعب الأبي بكل فئاته في وجه الاستعمار الفرنسي مكنه من إجلاء آخر الجنود الفرنسيين من آخر قاعدة لهم في البلاد التونسية ببنزرت فكان 15 أكتوبر ذكرى عزيزة على كل التونسيين يروى أحداثها الآباء للأبناء و تتناقلها الأجيال في تونس وفاءا و تقديرا لكل من ناضل من أجل عزة تونس و مناعتها .
إن مسيرة النضال و المحافظة على السيادة استمرت في تونس بعد جلاء القوات الفرنسية من آخر قاعدة لهم ببنزرت فحرص التونسيون و التونسيات على تأسيس دولة عصرية يشترك فيها الرجل و المرأة في عملية البناء و التشييد لتحقيق النهضة المنشودة و بعد تحول السابع من نوفمبر 1987 تواصل عطاء التونسيين و التونسيات من أجل تونس الحداثة تونس التعددية تونس حقوق الإنسان تونس التضامن-