في حين يستعد العالم للعيش مع سبعة مليارات نسمة، تواجه اليابان مشكلة تراجع عدد سكانها وتقدمهم في السن، وعليهم تاليا الاعتماد أكثر فأكثر على الروبوتات، فثمة عدد كبير من الشركات التي تراوح بين مؤسسات الرعاية الطبية وصانعي السيارات، تطور روبوتات قادرة على توفير مساعدة للمسنين أو الأشخاص الذين يهتمون بهم.
ومن آخر الاختراعات على الساحة التكنولوجية، سرير من تصميم "باناسونيك" يتحول إلى مقعد كهربائي أو روبوت مبرمج لغسل شعر الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في رفع ذراعهم.
ويوضح يوكيو هوندا -مدير مركز التطوير الروبوتي لدى باناسونيك-: "مفهومنا يقوم على توفير حل كامل إلى المجتمع المتقدم في السن، ليس في اليابان فقط بل في بقية أرجاء العالم أيضا".
شركة "سايبر داين" هي من الشركات اليابانية التي تحاول الاستفادة من تقدم السكان في السن. فقد طورت أرجلا آلية تحركها مؤشرات مصدرها الدماغ، قد تساعد المسنين أو الجرحى على استعادة كتلتهم العضلية وإلى المشي مجددا. وتعمل شركة "تويوتا" لصناعة السيارات على "روبوتات شريكة" قادرة على القيام بالأعمال المنزلية ومساعدة الأطباء والممرضين.
بينما تستعد شركة العناية الصحية "بيب" بإطلاق الدمية "أونازوكي كابوشان" القادرة على التكلم والتحرك بشكل تفاعلي مع مالكها لتكون رفيقة له. وفي المجال ذاته صممت شركة "في ستون" حيوان باندا أحمر أطلقت عليه اسم "توريرو" يدفع بالصوت والحركة المسنين إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية.
ويسجل اليابانيون أرقاما قياسية في العمر المديد مع متوسط أمد حياة يصل إلى 80 عاما لدى الرجال، و86 عاما لدى النساء، ويضم المجتمع في صفوفه عددا كبيرا ممن تجاوزا سن المئة.
إلا أن معدل الإنجاب متدن بشكل مزمن، وهو بات يمحو آثار فورة الولادات التي سجلت بعد الحرب العالمية الثانية. ويبلغ عدد سكان الأرخبيل الياباني حاليا 127.7 مليون نسمة بينهم 23.2 % فوق سن الخامسة والستين.
ويتوقع أن يتراجع عدد السكان إلى 89 مليونا بحلول العام 2055 مع معدل أربعة يابانيين "مسنين" لكل عشرة مواطنين -على ما يفيد المعهد الوطني للأبحاث حول السكان والأمن الاجتماعي- ويعتبر بعض المحللين أن عددا أقل من السكان ليس بحد ذاته مشكلة، كما تثبت ذلك الإنجازات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققتها دول أوروبية يقل عدد سكانها عن عدد سكان اليابان.
إلا أن المجتمع المسن يؤدي إلى الكثير من الصعوبات، ولا سيما على زيادة في النفقات على صعيد التغطية الاجتماعية، في حين أن الدين العام الياباني الذي يبلغ ضعفي إجمالي الناتج المحلي، هو من الأعلى بين الدول الصناعية الكبرى.
ولا يشجع المجتمع الياباني النساء كذلك على إنجاب مزيد من الأطفال، فقد تم خفض المخصصات العائلية، بينما الإقساط المدرسية مرتفعة جدا، بينما لا ينظر كثير من أصحاب العمل إلى عطلة الأمومة بعين الرضا.
الروبوتات لن تحل بالضرورة مشكلة اليابان الديموجرافية، إلا أن التقدم التكنولوجي الذي تشكله قد يساعد المسنين على العمل لفترة أطول على ما يرى خبراء.