زمن المتغيرات
هكذا سنة الحياة تجعلنا شهودا على التاريخ فتمضي الأيام بسطورها الحمراء وتجعلنا نتسامر بآثارها كأنها أمسية من أمسيات شهريار لما يستمع لحكايات الزمن الغابر
فأين نحن بين سائر الأمم فكل ما برعنا فيه كلام وراءه بحرا من الكلمات ولا يزال مداده لم ينتهي
ما لذي نريده لأنفسنا والتاريخ وصفنا بالأمة التي لا تقرأ بل الأمر أدهى وأمرّ فإلى متى نمثل دور النعامة لما تلج رأسها في التراب كي لا ترى واقعا مليئا بالحسرات
مسرح الحياة في أيامنا هذه كئيب وكآبته أتت من واقعنا الذي ما زال يجتر ماضيه ويعيد فأيّ أمة نحن ؟؟
الأدوار في مسرحنا الكبير موزعة بإتقان فالحبال المسيرة للأدوار الرئيسة كساها الإبداع فلا أدري أنا ولا أنت من المتفرجين متى يجيء الدور علينا لنسير في هذا المشوار وتلك القضية المحيرة لأدمغتنا : أنحن مسيّرين أم مخيرين وكفانا مجلدات لمثل هذا الكلام حتى صار علما راسخا يشيب فيه الوليد بنا فإلى متى....؟؟
دائرة المآسي حولنا تتسع والعقل فينا خبت ناره وتبلّد فعواطفنا مبتهجة بكل لذيذ وفي كل حين لعمري قد صرنا سكارى بأنواع الفنون فقنواتنا الفضائية كأس لا ينضب معينها لمن يرتوي ويزداد إرتواءا في كل ثانية ...
وقد قيل قديما لنا حين نادى المنادي ألا ناموا بني قومي فما فاز الا النوم .. كلمات صاغها من زمن الطهر والصفاء فأين نحن ومياهنا صارت حمراء وآبارنا لم تعد عذراء فقد سباها قومنا قبل الأعداء
أين نحن من زمن الوحدة لما حافظنا على الجوهرة وكنا بأفعالنا مؤمنين وما تسميتنا الآن الاّ صورة تكبدنا من وراءها كل عناء وما درينا من أين أتى الدّاء وكيف دار بنا الأعداء ....
قف أخي وتيقن أن لا طريق للنجاة إلا ما سطرته الهداية الربانية وبها أوائلنا كانوا أسيادا ونحن بتركها أصبحنا أذلاء فمتى تهبّ ريحا تهز رفاتنا فقد أطلنا النوم وصارليس لدينا بقاء