توافد نحو 3 ملايين من حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة اليوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة الجاري على مشعر "منى" لقضاء يوم "التروية" بها؛ اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد نشرت مواقع لتوعية الحجيج وإرشاد ضيوف الرحمن وتعريفهم بأمور دينهم والإجابة عن استفساراتهم، إضافة إلى توزيع عشرات الآلاف من الكتيبات والنشرات والمطويات التوعوية بلغات عدة.
كما تم تنظيم العديد من المحاضرات والندوات التوعوية التي يلقيها عدد من العلماء وطلبة العلم المختصين، فيما وضعت مكبرات صوت ليبث من خلالها هذه المواد.
ووضعت قوات أمن الحج خطة سير خاصة للتصعيد إلى منى، اعتمدت على نشر أفراد قواتها بالطرق والميادين لتنظيم حركة السير، وإفساح المجال أمام حافلات نقل الحجاج بشكل منظم، فيما تم حظر دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة تماما.
وخصصت سيارات الإسعاف (حوالي 100 سيارة) المجهزة بالمعدات الطبية الحديثة للتنفس الصناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي على الطرق التي يسلكها الحجاج في طريقهم إلى مشعر منى، وذلك لتقديم الخدمات الإسعافية الطارئة الفورية لهم يساندها سيارات إسعاف كبيرة.
كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية.
وتم تشغيل مستشفيات مشعر منى بكامل طاقاتها (منى الطوارئ، ومنى الجسر، ومنى الوادي، ومنى الشارع الجديد)، كالعيادات الخارجية والطوارئ وأقسام التنويم المختلفة، استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن، فيما سيتم تشغيل مستشفيات عرفات بكامل طاقتها بداية من صباح غد، استعدادا لاستقبال الحجاج في يوم عرفة.
من جهة أخرى، انطلقت فجر أمس أولى رحلات قطار الحرمين، بمرحلته الأولى، بكامل طاقته الاستيعابية البالغة 72 ألفا في الساعة من حجاج الداخل والخليج، وحوالي 200 ألف من دول جنوب أسيا.
وقال فهد أبو طربوش -مدير عام مشروع القطار-: إن القطار مخصص في العام الحالي لحجاج الداخل ودول الخليج، بالإضافة إلى 200 ألف من حجاج جنوب أسيا، لافتا إلى أنه سيكون متاحا لجميع الحجاج النظاميين كامل أيام التشريق.
وتابع أن بداية الانطلاق هذه ستكون لخدمة المشغلين، والأجهزة الحكومية، ومؤسسات الطوافة، وحجاج الداخل، وتنقلاتهم في المشاعر، مشيرا إلى تخصيص تذاكر مخفضة لهم بخمسين ريالا (13 دولارا) فقط".
وقد بدأ العام الماضي تشغيل مترو المشاعر للربط بين مكة المكرمة ومنى وعرفة ومزدلفة، ويمتد على مسافة 18 كيلو متر، وأوضح أبو طربوش أن "القطار في مرحلته الحالية سينقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات من مشعر منى، مرورا بمزدلفة وصولا إلى عرفة، إضافة إلى نقل مليون حاج أيام التشريق".
وأضاف: يتوقف القطار في تسع محطات، في كل مشعر ثلاث منها، ترتفع عن الأرض، طول الواحدة منها 300 متر، يتم الوصول إليها بواسطة منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية.
وتوقع أبو طربوش أن يؤدي تشغيل القطار إلى الاستغناء عن ثلاثين ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، كانت تستخدم من قبل حجاج الداخل والخليج والحجاج الواصلين من الخارج بطريق البر.
وتابع أن تنظيم الرحلات وخدمات النقل يتناسب مع الاستخدام في أوقات الذروة -التصعيد والنفرة- بنظام مجموعات من ثلاث محطات مغادرة إلى ثلاث محطات وصول، أما باقي الأوقات فيتم العمل بنظام المترو العادي؛ أي التوقف في كل المحطات.