غمر الليل الارض بردائه الاسود ،وشعشعت النجوم بين الارض والسماء ، واختفت الشمس وراء التلال
وتركت القمر يحرس الطبيعة ..
مللت ..وتعبت أجفاني من الانتظار ..فتركت مضجعي ،وسرت الى الليل ..ذلك الليل الموحش ..وانا اسير
من غير هوى ..رأيت جنية جالسة من بعيد ..على تلك الصخور وكانت أغشية الضباب المنحدرةمن سفوح أعالي الجبال
قدج غشت عني تلك الجنية ..فتملكني الفضول ،وسرت اليها ببطئ ..
ولما أصبحت بالقرب منها نظرت الي ..فسحرت بجمالها ...وتناسيت خوفي ..
سألتني : هل تحبين الليل ؟
فأجبتها :أجل ..ومن لا يحبه ..
فقالت لي ...هذي يدي اذا فامسكي بها وتعالي معي..لتكوني خليفتي ....ولتكوني أميرة ..أميرة الليل ....
أنا مثلك أيها الليل ...ولن يأتي صباحي حتى ينتهي أجلي....
نهاية صمتي ..
ألجأ الى أشباح غرفتي....فأراها وتراني ...وأحدق بها ...وتحدق بي...أبتسم لها ..
وتختفي كالسراب ..كالضباب ..كالدخان ...أخفتها كان جدير بي أن أبكي لا أن أبتسم ...
أين انتي يا أشباح الازمنة الغابرة ؟...وأرواح الأمم المنسية ..؟؟
اين انتي يا اشباح غرفتي ..؟
ولازلت أبحث عنها الى الان علني أجدها في طيات الزمان ...
نهاية صمتـــي..
ليت أيامي وذكرياتي كدفتر الزمان..ككتاب ليس له عنوان...
اذا ما فات عليه الدهر انقضى...وتوارت الصفحات لتطوي حياتي الى صفحات اخرى
لم يسطرها القدر بعد...
نهاية صمتــي....