"الإمام أطفيش" منارة للعلم والعمل
صدر حديثا عن منشورات المجلس الأعلى للغة العربية مؤلف جديد تحت عنوان "قطب الأئمة أطفيش العلم والعمل لصالح الجماعة والوطن". الكتاب من مئة وسبعون صفحة عبارة عن خلاصة أعمال يوم دراسي كامل حول مآثر القطب الموسوعي محمد بن يوسف أطفيش. هذه الشخصية التاريخية التي ساهمت بجهودها في التعريف بالتراث الوطني المشترك وتكريس الوحدة الوطنية الجزائرية بالإضافة إلى المحافظة على تجانس المجتمع والوقوف ضد كل العوامل الاستعمارية الفتّاكة التي حاولت طمس هويته الشخصية والدينية وأن تنال من عقيدة الشعب مستعملة شتى الطرق البغيضة والحيل الجهنمية من أجل إخضاعه تحت سيطرتها.
وقد تم الطرق خلال اليوم الدراسي إلى جملة من النقاط الأساسية المتعلقة بالمناقب والمآثر التي عرف بها الشيخ من خلال تحليل سيرته ومساره العلمي والإصلاحي تحليلا عميقا ومفصلا بالوقوف على أهم المراحل التي مر بها الإمام طيلة حياته، لا سيما بعد بروزه كأحد النوابغ التي أصبح لأفكارها وعلمها تأثير جلي على الشعب الجزائري ووزن كبير في تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية.
كما استطاع نخبة من الأساتذة والباحثين من خلال مداخلاتهم أن يصوروا مدى استماتة هذه الشخصية الجليلة في الدفاع عن مقومات ومبادئ البلاد، حيث قدموا عديد الأمثلة التي كانت بمثابة شهادة حق على العمل العظيم الذي بذله الإمام في بناء وحدة الأمة والحفاظ على ثبات دينها ولغتها وهويتها التاريخية التي تشكل معالم وأسس الثقافة الجزائرية. كما فتح هذا العمل بوابة أخرى للنقاش كانت إطلالة على إرث حضاري ومعرفي ثري خلفه الراحل للأجيال القادمة من أجل الاستفادة منه وكذا اتخاذه مرجعا تستند عليه البحوث والعلوم وعلى وجه الخصوص التاريخية منها، الدينية والفلسفية، حيث تناولت حلقة النقاش بالبحث والدراسة مؤلفات وأعمال هائلة ضمت مقالات وأقوال كتبها الراحل حول قضايا مختلفة أثارت جدلا واسعا في عصره قبل وفاته.