أردت أن أعقب شخصيا لكن إخترت أن أعقب بهذا الحديث مع الشرح
للعلامة إبن عثيمين رحمه الله تعالى
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
( إنّ الدنيا حلوة خضرة، وإنّ الله مستخلفكم فيها
فينظر كيف تعملون، فاتّقوا الدنيا واتّقوا النساء،
فّإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )
رواه مسلم
يقول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث :
هذا الحديث فيه أمر من النبي صلي الله عليه وسلم بالتقوى،
بعد أنْ ذكر حال الدنيا فقال : ( إنّ الدنيا حلوة خضرة )
حلوة : في المذاق , خضرة : في المرءى ,
والشيء إذا كان خضرًا حلوًا ..
فإنّ العين تطلبه أوّلًا ثم تطلبه النفس ثانيًا,
والشيء إذا اجتمع فيه طلب العين وطلب النفس
فإنّه يوشك للإنسان أنْ يقع فيه !
فالدنيا حلوة في مذاقها ، خضرة في مرآها,
فيغترّ الإنسان بها, وينهمك فيها, ويجعلها أكبر همه
ولكن النبي صلي الله عليه وسلم بيّن أنّ الله تعالى
مستخلفنا فيها فينظر كيف نعمل، فقال :
( إنّ الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون) :
هل تقومون بطاعته، وتنهون النفس عن الهوى ؟
وتقومون بما أوجب الله عليكم، ولا تغترون بالدنيا ؟
أو أنّ الأمر بالعكس ؟
ولهذا قال : ( فاتّقوا الدنيا ) ,
أي : قوموا بما أمركم به، واتركوا ما نهاكم عنه،
ولا تغرّنّكم حلاوة الدنيا ونضرتها .
كما قال تعالى :
{ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } .
لقمان 33
ثم قال : ( فاتّقوا الدنيا واتّقوا النساء )
أي: احذروهن
وهذا يشمل الحذر من المرأة في :
- كيدها مع زوجها
- ويشمل أيضا الحذر من النساء وفتنتهن
ولهذا قال : ( فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )
فافتتنوا في النساء، فضلّوا وأضلّوا و العياذ بالله !!
ولذلك نجد أعداءنا وأعداء ديننا
أعداء شريعة الله يركّزون اليوم
على مسالة النساء، وتبرجهن،
واختلاطهن بالرجال،
ومشاركتهن للرجال في الأعمال،
حتى يصبح الناس كأنهم الحمير،
لا يهمهم إلا بطونهم و فروجهم والعياذ بالله،
وتصبح النساء وكأنهن دمي، أي صور،
لا يهتم الناس إلا بشكل المرأة،
كيف يزيّنوها، وكيف يجمّلونها،
وكيف يأتون لها بالمجمّلات والمحسّنات،
وما يتعلق بالشعر، وما يتعلق بالجلد،
ونتف الشعر، والساق، والذراع، والوجه،
وكل شئ،
حتى يجعلوا أكبر همّ النساء
أنْ تكون المرأة كالصورة من البلاستيك
لا يهمها عبادة ولا يهمها أولاد !!
ثم إنّ أعداءنا أعداء دين الله،
وأعداء شريعته، وأعداء الحياء
يريدون أنْ يقحموا المرأة في وظائف الرجال،
حتى يضيّقوا علي الرجال الخناق،
ويجعلوا الشباب يتسكّعون في الأسواق،
ليس لهم شغل،
ويحصل من فراغهم هذا شرّ كبير
وفتنة عظيمة،
لأنّ الشباب والفراغ والغني من أعظم المفاسد كما قيل :
إنّ الشباب والفراغ والجدّ *** مفسدة للمرء أي مفسدة
فهم يقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدعون الشباب،
ليفسد الشباب وليفسد النساء.
أتدرون ماذا يحدث ؟
يجدث بتوظيفهنّ مع الرجال مفسدة الاختلاط،
ومفسدة الزنا والفاحشة،
سواء في زني العين،
أو زني اللسان،
أو زني اليد،
أو زني الفرج،
كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة.
وما أكثر الفساد في البلاد التي يتوظّف الرجال فيها مع النساء.
ثم إنّ المرأة إذا وظّفت،
فإنّها سوف تنعزل عن بيتها، وعن زوجها،
وتصبح الأسرة متفككة،
ثمّ إنها إذا وظّفت سوف يحتاج البيت إلى خادم،
وحيئذ نستجلب نساء العالم من كل مكان،
وعلى كل دين، وعلى كل خلق،
ولو كان الدين علي غير دين الإسلام،
ولو كان الخلق خلقا فاسدًا،
نستجلب النساء ليكن خدمًا في البيوت،
ونجعل نساءنا تعمل في محل رجالنا،
فنعطل رجالنا ونشغل نساءنا،
وهذا أيضًا فيه مفسدة عظيمة
وهي تفكّك الأسرة،
لأنّ الطفل إذا نشأ وليس أمامه إلا الخادم،
نسي أمّه ونسي أباه، وفقد الطفل تعلقه بهما.
ففسدت البيوت، وتشتّت الأسر،
وحصل في ذلك من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله.
ولا شك إنّ أعداءنا وأذناب أعداءنا
لأنه يوجد فينا أذناب لهؤلاء الأعداء،
درسوا عندهم وتلطّخوا بأفكارهم السيئة،
ولا أقول أنهم غسلوا أدمغتهم،
بل أقول أنهم لوّثوا أدمغتهم بهذه الأفكار الخبيثة
المعارضة لدين الإسلام .
وقد يقولون : إن هذا لا يعارض العقيدة،
بلْ نقول إنه يهدم العقيدة
بأنْ يقول الإنسان بأن الله له شريك،
أو إن الله ليس موجودًا وما أشبه فحسب،
بل هذه المعاصي تهدم العقيدة هدمًا،
لأن الإنسان يبقي ويكون كأنه ثور أو حمار !!
لا يهتم بالعقيدة ولا بالعبادة،
لأنه متعلّق بالدنيا وزخارفها وبالنساء،
وقد جاء في الحديث الصحيح :
( ما تركت بعدي أضرّ على الرجال من النساء ) !!
ولهذا ...
يجب علينا نحن - ونحن_ والحمد لله_ أمّة مسلمة_
أنْ نعارض هذه الأفكار، وأنْ نقف ضدها في كل مكان
وفي كل مناسبة،
علمًا بأنه يوجد عندنا قوم_ لا أكثرهم الله ولا أنالهم مقصودهم_
يريدون هذا الأمر، ويريدون الفتنة والشر لهذا البلد
المسلم المسالم المحافظ،
لأنهم يعلمون أن آخر معقل للمسلمين هو هذه البلاد،
التي تشمل مقدسات المسلمين، وقبلة المسلمين،
ليفسدوها حتى تفسد الأمة الإسلامية كلها،
فكلّ الأمّة الإسلامية ينظرون إلى هذه البلاد ماذا تفعل،
فإذا انهدم الحياء والدين في هذه البلاد فسلام عليهم،
وسلام علي الدين والحياء.
لهذا أقول، يا إخواني،
يجب علينا شبابًا، وكهولًا،
وشيوخًا، وعلماء، ومتعلمين،
أنْ نعارض هذه الأفكار،
وأنْ نقيم الناس كلهم ضدها،
حتى لا تسري فينا سريان النار في الهشيم
فتحرقنا !!!
نسأل الله تعالى أنْ يجعل كيد هؤلاء
الذين يدبّرون مثل هذه الأمور في نحورهم،
وأنْ لا يبلّغهم منالهم،
وأنْ يكبتهم برجال صالحين ,
حتى تخمد فتنتهم،
إنّه جواد كريم .
انتهى شرح الشيخ :
ابن عثيمين رحمه الله نعالى
فهلْ نعتبر ؟!!!!
ومتى سنعتبر ؟!!
أرجو أن أكون وفقت في ذلك و ما توفيقي الا بالله