عالج دين الاسلام امراض القلوب وبينها فاجمل في بيانها وجعل لكل داء دواء فتكلم عني الرياء وجعل الاخلاص دواء له وعن سوء الظن وجعل حسن الظن دواء له وهكذا حتى يكون المسلم معافا في قلبه الذي هو سبب صلاح جسده ومن صلاحهما تصلح له دنياه ويفوز في اخراه.
فقد ابدع الامام القيم ابن القيم -رحمه الله- حيث قال "فاما طب القلوب فمسلم الى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ولاسبيل الى حصوله الا من جهتهم وعلى ايديهم"وهذا صحيح فعلاج القلوب وعلاج الشبهات وعلاج الجهل بالله سبحانه وتعالى وعلاج الغفلة عن الدار الاخرة ومايعتري الناس من ظلمات الضلال والكفر والالحاد والشك والزيغ والعناد كل هذا لا يعالجه علماء الطب ولا علماء النفس ولا علماء الاجتماع انما يعالجه الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فهم اهل علاج القلوب.
قال احد العارفين " من اراد عافية الجسم فليقلل من الطعام والشراب ومن اراد عافية القلب فليترك الاثام - الذنوب والمعاصي-
قال ثابت بن قرة " راحة الجسم في قلة الطعام وراحة الروح في قلة الاثام وراحة اللسان في قلة الكلام".
قال عبد الله بن المبارك- رحمه الله-
رايت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها
واعظم اثم اشباع القلب بالغل للمسلمين وانكى جريمة ظلم عباد الله والدعاة الى دينه بالتهم ونشرها في اوساط هؤلاء المسلمين .
فحتما قلب كهذا مشبع بالغل مظلم بالظلم هو قلب يحتاج لدواء وفي اسرع وقت فما عليه الا ان يعجل بالتوبة وطلب الحل قبل ان يكون ذاك اليوم الذي يقطع فيه الامل.
هي مقدمة جعلتها بين يدي الاخوة ليعلموا ان القلب المريض العليل يجعل من صاحبه لا ينصف ولا يعدل وان تظاهر بخلاف ما يكنه .لان الله مخرج ما يكتم.
ومن الدعاة والمشايخ الذين ظلموا ونالوا مانالوا الشيخ الفاضل الصابر عبد المالك رمضاني الجزائري ففضله وجهده في نشر الدعوة السلفية لا يخفي الا على صاحب قلب مريض.
فالشيخ صاحب مؤلفات اثنى عليها كبار علماء هذا الزمان كان له الجهد الوافر في بيان عوار التكفريين في العالم كله وفي الجزائر بشكل خاص كتبه يستفاد منها كما استفاد منها علامة الشام ومحدث الديار الشيخ الالباني - رحمه الله-
حسب قدر كل امرئ ماكان يحسنه ** والجاهلون لاهل العلم اعداء
نعم الجاهل لاهل العلم عدو والجهل مرض قلبي دواءه العلم.
فكيف بجاهل سيئ الظن ظالم هي ظلمات بعضعها فوق بعض يبحث في كلام للشيخ قاله منذ امد بعيد اخطئ الشيخ فيه وجانب الصواب ويجعل منه سببا للطعن في منهجه .
بعد مقدمة زعم فيها انه الاخ الحنون الذي يحب للشيخ عبد المالك الرجوع وهل من يحب لاخيه الرجوع يتهمه بتاصيل اصول مبتدعة؟؟
وهل من يحب لاخيه الخير يجمع اخطائه في كتاب وينشره ليقراءه الجميع ؟؟ حسبك الله البصير السميع.
وهل من يحب لاخيه الخير والرجوع يتهمه زورا انه يشن هجمة على العلماء ؟؟ من هم العلماء ياهذا الذين هاجمهم الشيخ عبد المالك؟؟
وانظروا الى تدليسه حيث قال "ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى حفظ الأعراض وعدم إساءة الظن بأهل الإيمان (وهم في مراده أهل البدع!) يلمز في عرض النبي صلى الله عليه وسلم!، ويسيء الظن بأمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ!؛ وقد قال تعالى فيهنَّ: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)).
فاوهم القارئ ان كلام الشيخ عبد المالك الذي بسببه شرع الطعن فيه متزامن مع دفاعه عن المشايخ وهو يعلم كما يعلم الجميع ان الشيخ قاله منذ سنين طوال ومايحدث بين المشايخ محنة حادثة ليس لها الا الزمن اليسير. فهل هذا حال المحب الذي يحب لاخيه الرجوع؟؟ .
لا والف لا بل هو حال قلب مريض جعل من صاحبه يهذي بما يؤذي ويهرف بما لايعرف ويظلم فلا يعدل ويقس فلا يرحم .
وعلاج هذا القلب موجود لايحتاج الى كبير عناء فالاخلاص يارائد والرحمة والعدل وحسن الظن وحب الخير دواك وما عليك الا مخالفة هواك وايقن بان الله يسمعك ويراك.
وان كنت فعلا تريد ان تكون رائدا فحكم السنة على نفسك ظاهرا وباطنا. وعامل الفضلاء بمنهج الاعذار لا منهج الاقصاء.
ولن تكون رائدا حتى يكون قلبك طاهرا من اثام القلوب ومفسداته
عندها سنقول عنك رائد ال طاهر
اما ان تكون شاب ساهرلتنقب عن اخطاء شيخ فاضل وتظن نفسك ماهرفحسبك ربنا القادر القاهر.
ولك نصيحه عالم مشفق عليك كي تشفق على اخوانك
قال الحافظ ابن رجب وهو يشرح حديث انس "لايؤمن احدكم بالله حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه" "وحديث أنس يدلُّ على أنَّ المؤمنَ يَسرُّه ما يسرُّ أخاه المؤمن،ويريد لأخيه المؤمن ما يريده لنفسه من الخير،وهذا كلُّه إنَّما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغلِّ والغِشِّ والحسد،فإنَّ الحسدَ يقتضي أن يكره الحاسدُ أن يفوقَه أحدٌ في خير،أو يساويه فيه؛ لأنَّه يُحبُّ أن يَمتاز على الناس بفضائله،وينفرد بها عنهم،والإيمان يقتضي خلافَ ذلك،وهو أن يشركه المؤمنون كلُّهم فيما أعطاه الله من الخير،من غير أن ينقص عليه منه شيء،...وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يُحبَّ للمؤمنين ما يُحبُّ لنفسه،ويكره لهم ما يكره لنفسه،فإن رأى في أخيه المسلم نقصاً في دينه اجتهد في إصلاحه". (جامع العلوم والحكم (1/306)).
القاكم بخير وعلى خير