قال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى صلى الله عليه وسلم
وذلك قبل فتح مكة ، ويهجو أبا سفيان ، وكان قد هجا النبي
صلى الله عليه وسلم
قبل إسلامه
........
عـــــــــــــــدمنا خيـــــــــــــــــــــــــــــــــلنا
عفت ذات الأصابع فالـــجواء ... إلى عذراء مَنْزِلـُـهَا خـــلاء
ديــار من بني الحسحاس قفرٌ ... تـُعفيها الروامس و السمـاء
و كانت لا يـزال بـها أنيــــس ... خلال مروجها نـَعَمٌ وشــاء
فـَدَع هـذا، ولكن مـن لِـطـَيْـفٍ ... يؤرقنـي إذا ذهب العِشــــاء
لشعثاء التــي قـــــــد تيمتــــه ... فلــيس لقلبــه منهــا شفــــاء
كـأن سبيئة مــــن بــيت رأس ٍ ... يكـون مزاجها عسل و مــاء
على أنيابـها ، أو طَعـْـمَ غضِّ ... مــن التفاح هصرة الجنــــاء
إذا ما الأشربات ذكرن يومــا ... فهن لطيب الــراح الفـــــداء
نوليها الملامــة ، إن ألمنـــــا ... إذا مــا كـان مَغثٌ و لحـــاء
و نشربهــا فتتركنــا ملوكـــــًا ... وأسـدًا مــا ينهنهنـا اللقـــــاء مـــــــــــــلاحضة هذا البيت آخر ما قاله حسان رضي الله عنه من هذه القصيدة في الجاهلية
ثم أكملها في الإسلام من عند قوله : (عدمنا خيلنا ) نقلا ً من الشرح الموجود مع
القصيدة في الكتاب و هو " ديوان حسان بن ثابت الأنصاري " .
عدمنــا خيلنـا إن لم تروهـــا ... تثيـر النقع ، موعدهـا كــداء
يباريــــن الأعنــة مصعدات ... على أكتافهـا الأســل الظمـاء
تظـــل جيادنــا متمطــــرات ... تـُلـَطِمُهُــنَ بالخُمُـِر النســــاء
فإمـا تعرضــوا عنـا اعتمرنا ... وكان الفتح و انكشف الغطاء
و إلا فاصبروا لجـلاد يــوم ٍ ... يُعِـزُّ الله فيـــــه مــن يشــــاء
و جبريــل أميـــن الله فينـــا ... و روح القدس ليس له كفــاء
و قـال الله قد أرسلت عبـــدًا ... يقــول الحـق إن نفع البــــلاء
شهدت بـه ، فقوموا صدقــوه ... فقلتــم : لا نقــوم و لا نشـــاء
وقــال الله : قـــد يسرت جندًا ... هـم الأنصار عُرضتها اللقــاء
لنـا فــي كــل يـوم مــن مَعَـد ِّ ... ِسبَــابٌ أو قتــــال أو هجـــاء
فنحكم بالقوافــي مــن هجانـا ... و نضرب حين تختلط الدمــاء
ألا أبلـغ أبــا سفيــــان عنــي ... فأنت مجوَّفٌ نـَخِبٌ هــــــواء
بــأن سيوفنــا تركـــتك عبــدًا ... و عَبْـدَ الــدار سادتهـا الإمــاء
هَجَوتَ مُحَمَدًا ، فأجبت عنـه ... وعنــد الله فــي ذاك الجـــزاء
أتهجــوه، ولست لــه بكــفءٍ ... فـَشَرُّكـُمَـا لخيركمـــا الفـــداء
هجوت مباركــًا ، برًّا، حنيفـًا ... أميـــــن الله ، شيمته الوفـــــاء
فمن يهجـو رسـول الله منكــم ... و يمدحـه ، وينصره ســــــواء
فـَإنّ أبي و والده و عرضــي ... لِعـــرض محمــد منكم وقــــاء
فإمــا تـَثـقفـَــــن بنــو لــــؤي ... جُذيـمة ، إن قتلهــم شفـــــــاء
أولــئك مَعْشَرٌ نصـروا علينـا ... ففـي اظفارنــا منهـم دمـــــــاء
و حلف الحارث بن أبي ضرار ... وحلف قريظـة منــا بـــــــراء
لساني صــارم لا عــيب فيـــه ... و بحــري لا تكــدره الــــدلاء و يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم :
و أحسن منـك لـم تــر قــط عينــي ... وأجمــل مـنك لــم تلــد النســاء
خلــقت مبــرَّأً مــن كــل عـيـــــب ... كــأنك قــد خُلقت كمــا تشـــــاء الى اللقاء في قصائد أخرى ان شاء الله