اللهم إني أسألك الهدى والتقوى، والعفاف والغنى ، اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني، وزدني علما ، اللهم اهدني رشدي، وأعذني من شر نفسي، وارزقني من صالح ما توتي الناس من المال والأهل والولد غير ضال ولا مضل ، اللهم إني ضعيف في رضاك فقو ضعفي ،و خذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضائي ، اللهم إني ضعيف فقوني ، وذليل فأعزني ، وفقير فارزقني ، اللهم ارزقني من خشيتك ما تحول به بيني وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا إنك أكثرت على من النعم وأقللت لك من الشكر ، فكم لك من نعمة لا يحصيها أحد غيرك، ما أحسن فعالك إلى ورفقـك بي ، وإني لا أزداد إلا فقرا إليك وعزا بك ، ورغبة فيما لديك ، فلا أجد وسيلة إليك مثل توحيدك ، ولا أجد بابا أوسع من لطفك وجودك . إلهي أين الفرار إن ضاعت رغبتي إليك، وكيف القرار إن قطعت رجائي منك ، وكيف الخلاص إن حجبتني عنك، وكيف النجاة إن طردتني عن بابك، إلهي ما أعذب توحيدك في قلوب أهل التقوى ، وما أنفع معنى تهليلك في محو الدعوى، وما أعز الانقطاع إليك بترك الشكوى ، فأذقني من خالص توحيدك ما ينيلني غاية تقاك ، وأنلني من الاعتماد عليك ما يشغلني عن جميع من سواك، واحملني من الانقطاع إليك على ما يدلني على رضاك ، فأنت الهادي إلى سبيل الرشاد، وأنت الواقي من عوارض الفساد ، وأنت الحافظ من هفوات الاعتقاد .
إلهي وقفت بباب تقواك معتصم بالعروة الوثقى من توحيدك ، وتعلقت من وسائل محبتك بذكرك وتمجيدك ، ورجوت اللحاق بالمنقطعين إليك من عبيدك ، فافتح لي بابا إلى معرفتك من توفيقك ، واسلك بي سبيلا سهلا إلى تحقيقك، وارسمني في ديوان أهل العدل والسالكين على طريقك .
إلهي أشهد لك بالوحدانية، وأقر لك بالربوبية والعظمة، وأعترف لك بالأنعام التي أسبغتها فلا أقدر على شكرها إلا بمعونتك ، فاستر نفسي بستر عافيتك عن مرديات الضلالة، وانظر إلي في حال غفلتي عنك نظر اللطف الواقي من الهلاك ، واشغلني بذكرك حتى لا أنساك، فأنت الهادي وأنت الواقي وأنت المعافي وأنت ذو الجلال والإكرام .