منذ مدة، ﺣﺬﺭ ﻃﺒﻴﺐ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻰ ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﺑﻮﺗﻰ ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ “ﺳﺎﻥ – ﻟﻮﻳﺲ” ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﺮﻳﻤﺎﺕ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻﺣﺘﻮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ %2 ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﻛﻴﻨﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻳرﻜﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ ﻓﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻰ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻰ ﻓﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ. ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺣﻤﻠﻪ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﺎﻛﻦ للتحذير ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ.
وللأسف، إنه وفي عالمنا العربي هناك ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت أو ﺻﺎﻟﻮﻧﺎت اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ التي تقوم ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺮكيبات ﻣـﻦ ﻣــﺎدة اﻟﻬﻴــﺪروكينون أو اﻟﻜﻮرﺗﻴﺰون ﺑﺘﺮاكيز ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺒﻴﻴﺾ اﻟﺒﺸﺮة من دون ﺧﺒﺮة ﻃﺒﻴﺔ ﻓﺘﻜﻮن اﻷﺿﺮار كبيرة واﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ. كما أن النساء يقبلن على شراء ﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺒﻴﻴﺾ الرخيصة وهي اﻟﺤﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة اﻟﻬﻴﺪروكينون وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷكثر ﻓﻌﺎﻟية، وﻟﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﺸﻲء اﻟﻜﺜﻴﺮ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺪرس اﻟﻤﺨﺘﺼﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻊ ﺑﻴﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺘﺤﻀﺮات ﺑﻐﻴﺮ وﺻﻔﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻟﺤﺼﺮ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻷﻧﺴﺐ. وﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أن ﻣﺎدة اﻟﻬﻴﺪروكينون اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺒﻴﻴﺾ ﺑﺘﺮاكيز ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺮﻃﻨﺔ.
وتميل معظم النساء السمراوات إلى تفتيح لون بشرتهن، لعدة أساب وعوامل نفسية واجتماعية وقناعتها بأن البشرة الفاتحة هي الأجمل. ولكن نصيحتنا لك قبل الخوض في موضوع تبييض البشرة، هو أن البشرة الأجمل هي البشرة الصافية النضرة وليست البيضاء. والنضارة تتعلق بالعناية بالبشرة والصحة العامة وليس بلون البشرة.
ولكن إن كنت مصرة على ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺑﺸﺮﺗﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ الانتباه إلى مايلي:
1- اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺨﺘﺺ، وﺳﻴﺸﺮح ﻟــﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺎهــــﻲ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ، وﻣﺎهو اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ، وﻣﺎهي اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ، وﻣﺎ هي اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻤﻄﻠﻮب اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻴﻴﺾ.
2- ﺗﺒﻴﻴﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪاكنة ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮة (ﻣﺜﻞ اﻟﻨﻤﺶ واﻟﻨﺪوب، وﺣﺮوق اﻟﺸﻤﺲ، وﺧﻼﻓﻪ) و ليس ﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮن اﻟﺒﺸﺮة كلها.
3- اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺒﻴﻴﺾ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﺤﺪودة ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺤﺮق اﻟﺠﻠﺪ و ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻠﻒ داﺋﻢ ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻼﺟﻪ.
4- ننصح بأن تجرى في فصل الشتاء، وذلك حتى لا تتأثر البشرة بالشمس بعد التبييض. وعلى كل امرأة أن تحتمل فترة مابعد التبييض والتي قد تظهر فيها البشرة حمراء أو غامقة لمدة 3 أسابيع قبل أن تظهر النيجة النهائية، كما أن عليها أن تحرص على وضع واقي الشمس سواءً في الشتاء أو في الصيف.
5- تختلف طريقة ومدة جلسات تبييض البشرة لكل امرأة فمن النساء من تحتاج لخمس جلسات ومنهن تحتاج إلى 10، وكل جلسة تتراوح مدتها من نصف ساعة إلى ساعة وربع. ويمكن للمرأة أن تعيد التبييض كل شهر أو شهرين إذا استخدمت الميزووثيرابي.
وهناك عدة طرق لتبيييض البشرة منها الوصفات الجاهزة ومستحضرات التجميل والكريمات المتوفرة في الأسواق، وهناك أيضاً التبييض بالليزر أو الميزوثيرابي.
1- التبييض يالميزوثيرابي:
وهو أكثر الطرق المعروفة والتي تبقى إقبالاً من النساء. وقد يكون أكثرها أماناً. ويقوم على حقن الميزوثيرابي لتفتيح البشرة وهي حقن مخصوصة لتفتيح الميلانين المسئولة عن الاسمرار، والمادة المستخدمة “أنتي ميلانين” .
2- التبييض بالتقشير الكيماوي
وتستخدم بشكل أكبر لإزالة الطبع والحبوب والجلد الميت، واﻟﺘﻘﺸﻴﺮ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع: ﺗﻘﺸﻴﺮ ﺳﻄﺤﻲ، وﺗﻘﺸﻴﺮ وﺳﻂ، وﺗﻘﺸﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ. واﺧﺘﻴﺎر ﻧﻮع اﻟﺘﻘﺸﻴﺮ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﺧﺼﺎﺋﻲ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮﻳﺾ، وﻟﻮن وﻧﻮع ﺟﻠﺪﻩ، واﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﺜﻞ اﻟﻬﺮﺑﺲ Herpes (أﺣﺪ اﻷﻣﺮاض اﻟﻔﻴﺮوﺳﻴﺔ) ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺠﻠﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻴﻴﺞ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ، واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻘﺸﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﺑﻌﺪهﺎ، وﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻘﺸﻴﺮ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﺎدة اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺨﻄﺄ أو اﻟﻤﻌﻴﺎر ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻗﻴﻖ، وهﺬﻩ اﻷﺧﻄﺎء و ﻏﻴﺮها ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت، وﻋﺪم اﻟﺘﺂم اﻟﺠﺮوح أو ﺗﺄﺧﻴﺮ اﻟﺘﺂﻣﻬﺎ، واﺣﻤﺮار اﻟﺠﻠﺪ اﻟﺪاﺋﻢ، واﻟﺤﻜﺔ، واﻟﻨﺪوب.
3- التبييض باﻟﻠﻴﺰر
وﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ أن تحترق البشرة إذا لم يحالفك الحظ ووقعت في يد شخص غير خبير بهذه التقنية وينصح بتجنب استخدامها إن لم تكوني واثقة مئة بالمئة ممن سيجري العملية.
4- كريمات التبييض
وﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻳﻘﺎف ﺗﺼﻨﻴــﻊ اﻟﻤﻴﻼﻧﻴﻦ: ﺣﻴﺚ أن
هناك ﻣﺎﻳﻘﺎرب اﻟـ50 ﻣﻨﺘﺠﺎً ﺗﻈﻬﺮ كل ﻋﺎم ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺂﻟﻴـــﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻓﺒﻌﻀﻬـــﺎ ﻳﻌﺘﻤـــﺪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻤـــﺎدة اﻟﻔﻌـــــﺎﻟﺔ كاﻟﻬﻴﺪروكينون وﺧﻼﺻﺔ اﻟﺘﻮت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﻂ إﻧﺘﺎج ﻣﺎدة اﻟﻤﻴﻼﻧﻴﻦ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻟﻠﺠﻠﺪ واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﺠﻠﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻳﺠﺪدها كاﻷﺣﻤﺎض. وتصدر كل العلامات التجارية المعروفة سلسلة مستحضرات لتبييض الجلد ولكن الأطباء ينصحون بعدم استخدامها إلا بعد استشارة طبية. لأنها قد تحتوي على مواد تؤذي البشرة كالزئبق مثلاً. لا سيما وأن غالبية النساء لا يقرأن مكونات المستحضرات التي يشترينها وبعضهن لن يعرف بالضبط مالذي قد يضر الجلد من هذه المكونات. وبزيارة إلى طبيب الجلد يمكن للمرأة أن تعرف ماهي المستحضرات التي ينبغي أن تبتعد عنها إذا احتوت على مواد بعينها.
ب- كرﻳﻤﺎت ﻣﻘﺸﺮة: ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺠﻠﺪ، وهي ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻮاد كيميائية ﺣﻤﻀﻴﺔ أو ﻗﺎﻋﺪﻳﺔ ﺗﺨﻠﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻳﺆدي إﻟﻰ إزاﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺠﻠﺪ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺔ أو ﻃﺒﻘﺎت ﺟﺪﻳﺪة.
من جهته، اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور عميش عميش يرى بأنه “لا يوجد سحر اسمه تبييض البشرة”، إذ يرى أنه يوجد علاج طبي بطرق علميّة لعلاج الكلف والتصبغات التي تظهر لعدة أسباب منها الحمل، وحبوب منع لحمل، والتعرض
المبالغ به للشمس وفرك الجلد وأسباب وراثيّة وأسباب تتعلق بجهاز المناعة والهرمونات.
يرى الدكتور عميش أن “هناك من يدّعي تبييض البشرة بطريقة خارقة وسريعة، لكن في الواقع لا يوجد جهاز ليزر مضمون لتبييض البشرة”. مضيفاً أن “هناك من يعتقد أن التقشير الكيماوي (Peeling) جيد للبشرة، بينما الواقع أن هذه الطريقة تحفّز من إنتاج خلايا الميلامين المسؤولة عن البشرة الداكنة”.
ويؤكد الدكتور عميش أن أفضل علاج هو الابتعاد عن استعمال الماء الساخن والبخار والساونا والمواد الكيماوية والتعرض للشمس، وذلك باستعمال واقي شمس لا تقل درجته عن 50، مشيراً إلى علاج فعال وهو هيدروكوينين، والذي يتوفّر على شكل كريمات في الأسواق”.