يمثل توفر السوائل في الجسم الأساس للتمتع بصحة جيدة عموما لان الماء يشكل 80% من الجسم البشري في حين يشكل 85% من الدماغ و80% من الدم و70% من العضلات بدون دهون ولذلك فان الشعور بالعطش يعتبر إنذارا يطلقه الجسم ببدء تعرضه للجفاف من النوع الخفيف ولذلك ينصح الأطباء الناس بشرب الماء والسوائل حتى من دون أن يشعروا بالعطش .
تنبه الطبيبة التشيكية هيلينا بروخازكوفا إلى أن بدء شعور الإنسان بالعطش يعتبر إشارة سلبية يطلقها الجسم محذرا فيها من أنه بدأ يعاني من نوع من الجفاف الخفيف نتيجة لفقدانه السوائل وبالتالي إمكانية ظهور بعض المصاعب في التركيز والشعور بالتعب والألم في الرأس والمفاصل .
وشددت على أن الإنسان يجب أن يشرب لا يقل عن ستة كؤوس من الماء يوميا أي على نحو ليترين من الماء وذلك على شكل دفقات يتم شربها طوال النهار مشيرة إلى أن تناول كاس من الماء مع عصير الليمون صباحا قبل تناول الفطور يجعل عمل جهاز الاستقلاب في الجسم يقلع بشكل جيد وينعش الحواس التي تكون غافية .
وتضيف أن على الإنسان أن يشرب كأسا من الماء أيضا بعد كل فنجان قهوة أو كأس من الشاي لان المواد التي فيهما تساعد في إخراج السوائل من الجسم كما يتحتم عليه شرب الماء عند تناول الطعام .
ورأت بان من الأمور النفسية التي اثبت فعاليتها في شرب كميات وافية من الماء هو وضع زجاجة من الماء أمام الشخص الأمر الذي يجعله يشرب الكمية المثلى يوميا
وأشارت إلى أن شرب الماء يختلف حسب العمر لان الأطفال يشربون كميات مختلفة عن الكميات التي يشربها الكبار موضحة بان على الأطفال أن يشربوا خلال النهار وحسب أعمارهم بين 1,3ــ 2 ليترا من السوائل أما الفتيات اللواتي تزيد أعمارهن عن الرابعة عشرة فعليهن أن يشربن ليترين من الماء يوميا في حين يتوجب على الرجال أن يشربوا 3 ليترات من السوائل مع مراعاة أن الناس المتقدمين في العمر يشربون كميات أقل .
وترى الطبيبة بان من الأفضل شرب الماء العادي وتجنب الماء الغازي الذي يحتوي على فقاعات مشيرة إلى أن الماء العادي يحتوي على كميات مناسبة من المواد المعدنية ولا يهيج عملية الهضم على خلاف السوائل المطعمة .
وتنصح بشرب الماء الغازي لكن بشكل محدود لأنه يثقل عمل الكليتين أما شراب الليمون الحلو الطعم فتنصح بتناوله بشكل استثنائي لان السكر الذي يحتويه يزيد الشعور بالعطش كما يساهم في زيادة الوزن كما تنصح بتناول الفواكه والخضار مشيرة إلى أن تناول خمس وجبات منها يوميا تساهم في تأمين وصول كاسين من السوائل إلى الجسم .
وتنبه الطبيبة إلى أن نقص السوائل لدى المسنين يمكن له أن يهدد حياتهم بشكل خطير لان الناس في الأعمار المتقدمة يتراجع لديهم الشعور بالعطش كما أنهم يتعرقون بشكل أقل وبالتالي ترتفع حرارة أجسادهم بسهوله كما أن عمل قلوبهم والدورة الدموية لا يتم بالشكل الفعال.
وأكدت أن ارتفاع حرارة أجسامهم والإثقال الذي تتعرض له الدورة الدموية يمكن أن يؤدي إلى مصاعب جدية وفي مقدمتها التعرض لجلطات قلبية لان تبخر الماء من الجسم يمكن أن يؤدي وبشكل متزايد إلى ظهور تخثرات في الدم تؤدي إلى إغلاق الشرايين.
وأشارت إلى أن تدفق الدم بشكل سيء يؤدي عند المسنين إلى فقدان المقدرة على التوجه والتعرف على المكان الذي يتواجدون فيه ولهذا يتوجب على المسنين ولاسيما في الأيام الحارة من العام أن يتابعوا بدقة وحرص مسألة تناولهم الماء وغيره من السوائل بشكل كافي .