السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في يوم من الأيام كان هناك رجلا مسافرا في رحله مع زوجته و أولاده وفي
الطريق قابل الرجل شخصا واقفا فسأله : من أنت ؟
قال: المال ...
فسأل الرجل زوجته وأولاده هل ندعه يركب معنا؟
فقالوا جميعا : نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نملك أي شيء نريده فركب معهم
المال وسارت السيارة حتي قابلوا شخصا آخر ...فسأله الأب من أنت؟
قالت : السلطة والمنصب ...فسأل الأب زوجته وأولاده هل ندعها تركب
معنا فأجابوا جميعا بصوت واحد : نعم ، فبالسلطة والمنصب نستطيع أن
نفعل أي شئ فركبت معهم السلطة والمنصب وسارت السيارة تكمل رحلتها
وهكذا قابلوا أشخاصا كثيرين بكل ملذات ومتاع الدنيا حتي قابلوا شخصا
فسأله الأب من أنت ؟ قال : الدين ...
فقال الأب وزوجته وأولاده في نفس واحد ليس هذا وقتك نحن نريد الدنيا
ومتاعها والدين سيحرمنا منها ويقيدنا وسنتعب بتعاليمه من حلال وحرام
وصلاة وحجاب وصيام وسيشق ذلك علينا!!
ولكن نعدك انه ممكن أن نرجع اليك بعد مانستمتع بالدنيا ومافيها وتركوه
وسارت السيارة تكمل رحلتها وفجأة وجدوا على الطريق نقطه تفتيش وكلمة
قف ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة ، وقال للأب انتهت
الرحلة بالنسبة لك وعليك أن تنزل وتذهب معي فوقف الأب في ذهول ولم
ينطق وقال له الرجل أنا أفتش عن الدين فهل معك دين؟
فقال الأب لا لقد تركته علي بعد مسافة قليلة فدعني أرجع وآتي به ،
فقال الرجل انك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل
فرد الأب ولكنني معي في السيارة الأولاد والزوجة والمال والسلطة
و.......و.......
فقال له الرجل : انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وسيترك كل هذا
وماكان لينفعك الا الدين الذي تركته في الطريق ، فسأله الأب : من أنت؟
فقال : الموت ، الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه ...
ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقودها بدلا منه وبدأت السيارة تكمل
رحلتها وفيها الأموال والسلطة والأولاد ولم ينزل معه أحد.
قال الله تعالي: (قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وعشيرتكم وأموال
اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله
ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم
الفاسقين) .
وقال سبحانه وتعالي:(كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة
فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وماالحياة الدنيا الامتاع الغرور)
وختاما لابد جميعا أن نتذكر ان أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه وأنار
قبره قبل أن يسكنه ورضي ربه قبل أن يلقاه وصل الجماعة قبل أن تصل عليه
وحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل.
هــمــ الحنين ــس