شلالة العذاورة، جوهرة الهضاب العليا، عروس التيطري وكذا مدينة الشلالات لكثرة الينابيع والشلالات التي كانت معروفة بها منذ عهد الرومان. هي مدينة ومقر بلدية بولاية المدية الجزائرية. تبعد عن مقرالولاية بمسافة 100 كلم و 140 كلم جنوب الجزائر العاصمة. يقدر عدد سكانها بـ 53,214 نسمة حسب إحصاء 2002. أطلق عليها الفرنسيون اسم ماجينو (maginot) خلال فترة الاستعمار. تقع المدينة القديمة في الجنوب الغربي للمدينة الحالية وكانت تدعى عين الشلالة.
يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحوالي 1100 م.
توجد بالمدينة ليومنا هذا بعض البيوت من وقت الرومان وكذا من وقت الأتـراك في حالة يرثى لها، منها آثار لحامية عسكرية ومقبرة رومانية بالجنوب الغربي قرب منبع عين الشلالة. رغم ما تعرضت له المدينة القديمة من نهب لآثارها إلا أنها لا زالت تسرد قصص التاريخ المجيد وتحفـظ جثامين عمالقة صنعوا تاريخ الأمازيغ.
بقيت المدينة الحالية محافظة على الطراز الإسلامي في بناياتها ونذكر من أحيائها الكبرى حي كاف الطير وحي الزعترية. ومن أعلامها المجاهد محمد بن قويدر رئيس فرقة الخيالة في دولة الأمير عبد القادر والوزير الأسبق في حكومة هواري بومدين الأستاذ المفكر مصطفى الأشرف والشهيد بولبداوي المختار.
سميت بشلالة العذاورة
لكثرة الينابيع والشلالات التي كانت معروفة بها منذ عهد الرومان وقد نسبت لقبائل العذاورة التي أقامت بها بعد سقوط آشير إحدى عواصم بني زيريالتي تبعد عن شلالة العذاورة حوالي 10 كلم غرباً على الطريق الوطني رقم 60 نحو عين بوسيف. أثناء فترة الاستعمار الفرنسي عرفت المدينة باسم ماجينو (Maginot) لكن مالبثت أن إستعادت اسمها من جديد بعد الاستقلال.
تقع المنطقة بسلسلة جبال التيطري ضمن الهضاب العليا. ترتفع بـ 1.200م عن مستوى سطح البحر وذلك بقمة كاف الطير. تضاريس المنطقة متنوعة وتتميز بالأودية والجبال والتلال والمضائق وتتكون من 05 مساحات جغرافية:
الربوة المركزية مدينة شلالة العذاورة وماجاورها.
النهاية الشرقية للكاف الأخضر وسهول تافراوت.
المنخفض الجنوبي لجبل ديرة وسهول زملان.
الجهة الجنوبية لجبال التيطري وسهول الزبارة.
سلسلة جبال كاف آفول وسهول معاش.
تتميز مناخ قاري، بارد شتاء، معتدل ربيعا وحار صيفا، تصل كمية الأمطار إلى 500مم سنويا خاصة في ديسمبر، جانفي وفيفري مع موسم جفاف يستمر لأكثر من 04 أشهر. تشهد المنطقة مواسم لتساقط الثلوج لا تستمر لفترة طويلة (لا تتجاوز 10 أيام). كما أنها تغطي عادتاً مرتفعات الثنية، القرن وكذلك الربوة المركزية لمدينة الشلالة وماجاورها وخاصة حي الزعترية.
[عدل]الجغرافيا الإدارية
تجمع المدينة يضم 11 بلدية هي شلالة العذاورة، شنيقل، تافراوت، عين القصير، بوطي السايح، سيدي دامد، الكاف الأخضر، سيدي زيان، سيدي زهار، ريدان والمعمورةوهذه البلديات تشكل بنية اجتماعية متماسكة نتيجة المصاهرة إذ لا تخلو عائلة من البلديات المجاورة من قريب أو أقارب في مدينة شلالة العذاورة. ويعتبر خميس العذاورة سوقا أسبوعيا للجميع ومهرجانا ثقافيا لكل المنطقة منذ أكثر من 5 قرون بل يتعداها إلى المناطق المجاورة.
إقليم الشلالات يضم هذا الإقليم 7 دوائر و25 بلدية بينها تكامل وتفاعل اقتصادي واجتماعي وثقافي منقطع النضير وهي:
دائرة شلالة العذاورة (شلالة العذاورة، شنيقل، تافراوت، عين قصير)
دائرة عين بوسيف (عين بوسيف، الكاف الأخظر، سيدي دمد، العوينات، أولاد معرف)
دائرة السواقي (السواقي، جواب، سيدي زهار، سيدي زيان)
دائرة سور الغزلان (سور الغزلان، ديرة، الدشمية، المعمورة، ريدان)
دائرة سيدي عيسى (سيدي عيسى، بني يلمان)
دائرة عين الحجل (عين الحجل، بوطي السائح، سيدي هجرس)
دائرة البيرين (البيرين، بنهار)
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ شلالة العذاورة وشخصياتها ولعل المفكر مصطفى الأشرف قد أشار في كتابه المعروف أعلام ومعالم، داكرة جزائر منسية [2] إلى تاريخ المنطقة وأوضح بعض الجوانب المنسية في تاريخ المنطقة وتكلم عن سفح جبل يسمى كاف آفول من سلسلة جبال التيطري المذكور أكثر من مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون :«وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو زيري المتنقلون إلى الأندلس.» ومن فروعه جبل القرن قرن العذاورة وهو جبل رفيع هرمي الشكل له قمتان أكبرها مربعة التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
ولعل بعض هذه الإشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ شلالة العذاورة وامجادها الماضية.
لا تزال مدينة شلالة العذاورة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كما يذكر مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر (ج2 ص 272)العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري المحدث والفقيه (والذي ذكره ياقوت الحموي) المتوفي ببعلبك في سنة 561 هـ، ومنهم العالم الجليل عضو جمعية العلماء الجزائريين عمر العرباوي، بل ان شلالة العذاورة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.
دلالات تاريخية
في عام 1882م أمر السيد الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم. هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال.
العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة.
معلومات جغرافية:
في عام 1887 منطقة العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة. تحد هذه المنطقة من الشمال: عشائر أولاد سي موسى، دوار ريدان وقبيلتي أولاد زنيم وأولاد سلطان. من الجنوب تحدها عشائر المويعدات وأولاد مختار الشراقة. من الشرق تحدها عشائر أولاد سيدي عيسى. السلامات. أولاد علي بن داود. من الغرب تحدها عشائر أولاد مختار الشراقة وأولاد علان.
حد العذاورة يمتد بطريقة محسوسة إلى الشمال الغربي ويشمل بذلك:
أولا: بين وادي ريدان، جبل قيراتن وجبل شعبة في الشمال.
ثانيا: وجبل آفول أو عفول وقرن العذاورة في الجنوب، امتداد كبير للإقليم الذي بالرغم من خلوه من الغطاء الغابي ما يزال محتفظا بطابع التل. وراء هذا الحاجز الجبلي تبدأ الصحراء الصغرى.
من وجهة النظر الهيدروغرافية شكل إقليم العذاورة دائرة أومال جزءا من حوض الحضنة الداخلي.فإذا استثنينا بعض المجاري المائية القليلة الأهمية، التي تجري، في العذاورة، صوب الشمال الغربي نحو يسر والبحر، فإن كل المسيلات (التانوية) تأخذ مياه الأمطار إلى واد اللحم أو رافده الرئيسي واد السبيسب ومن هذين الخندقين تصبها في شط الحضنة. الانحدار العام للسطح إذن يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
الضفة اليسرى لوادي اللحم جرداء وخالية من الغطاء النباتي. أما الضفة اليمنى فيوجد بها تتابع لفيوض قليلة التضرس وضايات يغطيها نبات السدرة، وأخيرا تلال صخرية حيث يعثر على الحلفاء. كل الأهالي في هذا الإقليم مزارعون ورعاة رحل.
معلومات عن تاريخ المنطقة قبل احتلال الشلالة من طرف الفرنسيين.
فترة ما قبل الاحتلال الروماني:
لم نتمكن من الحصول على أية معلومة عن الأزمنة السابقة للاحتلال الروماني، غير أن السكان أو الشعوب التي كانت تقطن البلاد تركت آثارا وبصمات تدل على وجودها، هذه الآثار نراها في الأكوام الكثيرة من الحجارة غير المصقولة ولكنها بطبيعة الحال جمعت بيد الإنسان.و نجدها في كثير من الأحيان على قمم التلال، في الممرات (الفجاج) أو في مرتفعات تفصل بين واديين ،على الضفاف المرتفعة لمنخفض أو (وادي).الخ... تبدو هذه الأكوام التي ينبغي ألا تخلط بأرجام العرب كقبور تعود إلى عهود ما قبل التاريخ. نشاهد بالفعل، في غالب الأحيان في وسط هذه المعالم، صخورا ذات أبعاد كبيرة منصبة عموديا وترسم قبرا مستطيل الشكل. لا يعرف الأهالي شيئا عن هذه المعالم التي يسمونها "الحجر القديم".غير أنه يعتقد لو أن هذه المعالم بنيت من طرف أجدادهم العرب فإن االسيرة لا تنساها بالكامل.
إن عدد هذه المعالم كبير جدا ونجدها في الجنوب أكثر مما نجدها في التل(الشمال)، وتكثر ،على الخصوص، على ضفاف واد اللحم وكل المرتفعات المشرفة على السهل.
الفترة الرومانية(الاحتلال الروماني):
من 150ق.م إلى 450 م-الو ندال من 440 إلى 535م-البيزنطيون من 538إلى 630 م.
في القرن الثالث للميلاد كانت أوزيا مستوطنة رومانية مزدهرة وغنية كما تبين ذلك العديد من الكتابات المنقوشة على الحجر. و في هذه الفترة ،بدون شك، بنيت المنشآت الرومانية التي توجد أطلالها وبقاياها الواضحة للعيان، في إقليم العذاورة دائرة أومال.
توجد هذه الأطلال في مجموعها على خط يمتد من الشرق إلى الغرب وبالتوازي مع الخط الذي توجد فيه المدينتان المهمتان :أومال(أوزيا)وسور جواب.(رابيديRapidi). نجدها في جبال الناقة، آفول والشلالة أي في السلسلة الأخيرة الفاصلة بين التل والسهول العليا.
و هكذا على بعد 35كلم من أومال وبطريقة محسوسة على نفس خط الطول تشاهد أطلال قريميدي(تسمية أطلقها الأهالي)،وتقع شمال عين الطلبة، في جبل الناقة، بنايتان مقببتان يبدو أنهما خزانان للمياه ما تزالان قائمين إلى اليوم. وغير بعيد يوجد مثلث مرسوم بأكوام من الصخور الفظة (غير مهذبة) في أغلبها، ولكن البعض منها تحتفظ بآثار لعمل الإنسان. عثر في أحد أطراف هذا المستطيل، في شهر ماي عام 1886، على كتابة(لاتينية) تبدو مهمة. و بمواصلة السير نحو الغرب نجد الأطلال التي يسميها العرب القلالي(El-Guelali).
إن المدينة نظرا لضيقها بسبب وقوعها على عرف صخري يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب أكثر من كيلومتر.تحتل موقعا مرموقا في الفج الذي يمنح الممر إلى وادي اللحم.نظرا لوقوعها في السهل على الضفة اليسرى للوادي، بين جبل الناقة في الشرق وجبل آفول في الغرب يتحكم موقع القلالي في الممر.يوجد القليل من الحجارة المصقولة على سطح الأرض، تغطي الشظايا تلين اثنين صغيرين يشرفان على السهل. في بعض الأماكن تغطي السطح تربة سوداء داكنة مكونة من الرماد : نعثر هنا على مطحنة رومانية في حالة جيدة وقاعدة عامود. على بعد مسافة قليلة توجد أطلال أخرى تدعى شقرونية.
من قلالي إلى شلالة العذاورة لا توجد، على منحدرات جبل آفول، سوى بعض بقايا لأطلال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في دائرة أومال(بعد أوزيا). تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة). لم تكتشف حسب علمنا أية كتابة، ولكن توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة. المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
تقع الشلالة على نفس خط طول جواب (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز(القعمز)، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية. أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
و لا نعلم أن أي أثر للاحتلال الروماني قد اكتشف في دائرة أومال على الضفة اليمنى لوادي السبيسب أو وادي اللحم.
الفتح العربي:
من عام 622 م إلى العام 1490 ميلادية:
يتفق كل المؤرخين على الاعتراف بأن الغزوة العربية الأولى لشمال إفريقيا والتي قادها عبد الله بن سعد، هازم الباتريس جرجير في عام 647 ميلادية، ثم عقبة بن نافع، مؤسس القيروان لم تتركا أي أثر في البلاد وأن كل السكان العرب اندثروا من الإقليم الإفريقي(الجزائر حاليا)في أواخر القرن العاشر الميلادي.
في أواخرالقرن الحادي عشر حدث غزو جديد يتكون من بضع قبائل فقط التي توزعت في إفريقيا الشمالية.
كان العرب الذين تشكلت منهم الغزوة الثانية يتكونون من القبائل التالية :
- سليم(بضم السين). - زغبة - رياح - عثبج - قرة. بقيت سليم(بضم السين) في إقليمي برقة وطرابلس أما الأربعة الأخريات فقد دخلت إلى بيزاسين (تونس حاليا)و قسم منها اجتاز إلى موريتانيا والمغرب حيث يعتقد وجود بعض بقاياهم تحت اسم بني حسن وحالف.
في مقدمة ترجمته لكتاب العبر قال السيد البارون دو سلان (في الصفحة29 من الطبعة الصادرة عام 1852، - الجزائر- ما يلي :
"يعود أصل كل العرب الذين يقطنون إفريقيا حاليا إلى بعض القبائل التي غزت هذه البلاد في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي."
و لكنه من المستحيل أن ننسب إلى أبعد من ذلك التاريخ أصل عشائر العذاورة، وهو فضلا عن ذلك أصل غامض.
في كتاب العبر (البربر)لابن خلدون (المقدمة ص 47و49تقديم دو سلان)نجد أن ابن خلدون نفسه شغل مرتين ،في القرن الرابع عشر، الموقع المعروف بالقطفة في أطراف منطقة العذاورة جنوبا، حيث توجد اليوم(القرن 19) خيام أولاد سيدي بلقاسم.كان ابن خلدون آنذاك في خدمة سلطان تلمسان أبي حمو الزياني.
غير أنه ليس بحوزتنا أية وثيقة تسمح لنا بأن نعرف بدقة أسماء وأصول السكان الذين كانوا، في تلك الفترة، يسكنون سهل وادي اللحم والنواحي المجاورة له.
إذا عدنا إلى السيرة، فإن أقدم قبيلة في دائرة أومال هي قبيلة أولاد سيدي هجرس التي جاء مؤسسها من المغرب الأقصى واستقر في القرن الثاني عشر في وادي اللحم الأدنى في الطيبية.
إذا قبلنا إذن أن سيدي هجرس قد جاء حقا من المغرب الأقصى يتحتم أن نعده أحد أحفاد فروع القبائل العربية التي غزت المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر واستقرت في موريتانيا.
أعقب سيدي هحرس إذن في البلاد، ومنح أبناؤه أسماءهم لعدة فروع (بطون) من القبيلة، وأصبح أحد أحفاده وهو سيدي محمد الخيثر، الذي استقر في جبل آفول، جد فرع هام من مرابطي العذاورة.
العذاورة، وهم خليط من أناس متعددي الأصول، ظهر حلفهم في العهد التركي. يتمتع أهالي هذه العشائر بشهرة مستحقة بالغزو، العنف وعدم الخضوع (التمرد).البعض يقول إن العذاورة تعني البلاد المتضرسة أي الوعرة، وحسب الأسطورة، كان عذور وهو عملاق هو جد فرع من العذاورة.
لا نملك أية معلومة جادة عن الإقليم أو المنطقة أثناء السيطرة العربية.
يحتمل أن هذه المنطقة الجرداء والجافة في أغلبها، كانت قليلة السكان في خضم فوضى عارمة كان السلاطين الأهالي يتنازعون السيطرة الهشة على العشائر الأهلية القليلة القاطنة في وادي اللحم وسفوح جبل ديرة وبلاد العذاورة المضطربة.
السيطرة التركية:
من عام 1500 إلى عام 1830
إن الغياب الكامل للوثائق وقلة الدقة الذي تتميز به التقاليد المحلية، والتي هي زيادة على ذلك شديدة الغموض، تجعل من المستحيل، في الوقت الراهن، كتابة تاريخ الحكم التركي في ناحية ديرة والحوض الأعلى للحضنة.
نعرف أنه كان للأتراك باي في المدية إذ ،قبل الاحتلال الفرنسي، كان العذاورة وأولاد عبد الله وبدون شك أولاد سيدي عيسى وأولاد علي بن داود كانت كلها تابعة لوطن ديرة وهو جزء من بايلك المدية.
في تلك الفترة كانت السلامات وهي جزء من عريب مستقرة في واد المعمورة على أراض تابعة للبايلك تشكل جزءا من نفس الوطن.
أما أولاد سيدي هجرس الذين كانوا مرتبطين بسكان الحضنة السفلى ،فلم نتمكن من جمع أي معلومة مؤكدة عن الوضعية التي خصوا بها تحت حكم الأتراك.أما أولاد عبد الله التي كانت أقوى حينذاك، فكانت قبيلة مخزن أي معفاة من الضرائب دون شرط المشاركة في الحملات العسكرية التركية.
في منطقة أومال (سورا لغزلان) نصب الأتراك نوبتين تضم كل واحدة منهما "زفارتين" وتتكون كل" زفارة "من 23 رجلا.
النوبة الثانية كانت متمركزة في جبل ديرة أي في المكان الذي توجد به مدينة أومال حاليا (...).
في عام 1830 كان باي التيطري هو مصطفى بومزراق وكانت ديرة تابعة له.قام هذا الباي بعدة جولات في دائرة أومال وعلى الخصوص في العذاورة.و يتحدث الأهالي المعاصرون عن الحملات التركية في بلادهم ولكن لا يستطيعون ذكر التواريخ، ولو بالتقريب.و يجهلون أسماء البايات، وقادة العسكر (الخ)و لا يتحدثون عن اللقاءات التي يختصون فيها أنفسهم ،على العموم ،بالأدوار الجميلة.لأن الترك، بالنسبة لهم ،هم كذلك المضطهدون (بكسر الهاء).و يقدر أن الأتراك قدموا إلى أولاد علي بن داود على الخصوص، مرتين.وفي منطقة العذاورة يحتفظ تل الشلالة باسم معسكر الباي مصطفى.
وفي الأخير، حسب رواية غير مؤكدة، جرت معركة بين الأتراك والعرب في المكان المسمى ذراع عريب في أولاد سيدي هجرس.
في بوغني ،إلى شمال من دائرة أومال سابقا، كانت القيادة في عام 1830، لموظف يدعى يحي أغا باي الأتراك، وقد ترك ذكريات في المنطقة.
كان الحكم التركي هشا على الدوام في سهل واد اللحم، إذ كانت القبائل العربية هناك تتمتع باستقلال شبه تام، غير أنها كانت تدفع الضريبة عندما تأتي الطوابير التركية إلى الناحية.