هناك من يحتج على مقالات الخيانة التي يكتبها بعض الفلسطينيين
بالقول إنهم ناضلوا من أجل فلسطين،
واعتقلوا لسنوات طويلة، وعانوا أشد المعاناة من أجل التحرير، ولا يجوز وضع تصنيفات خيانية تنطبق عليهم الآن،
وفي هذا، إن تم، انتقاص مما قاموا به في الزمن السالف.
من هنا كان من الضروري التوضيح بان معايير الخيانة الوطنية لا توضع وفق أهواء شخصية، وإنما وفق رؤى وطنية واضحة،
ومبادئ وأسس العمل من أجل التحرير واستعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. فإذا تعارضت هذه الأسس مع رغبات شخص أو أشخاص،
فإنه لا يتم استبدالها، وإنما يتم محاسبة الأشخاص الذين يتعارضون في مسالكهم وتصرفاتهم معها.
المناضلون القدامى وضعوا أسسا ما زلنا نسترشد بها عند الحكم على تصرف فيما إذا كان خيانيا أم لا. كتبوا لنا، وملؤوا الدنيا صراخا بها أن:
1- الاعتراف بإسرائيل خيانة عظمى؛
2- القبول بالحكم الذاتي خيانة عظمى؛
3- التعامل مع إسرائيل أمنيا وعسكريا خيانة عظمى؛
4- التخابر مع العدو مباشرة أو بالتواء خيانة عظمى؛
5- التجسس خيانة عظمى؛
6- التطبيع خيانة عظمى؛
7- حمل السلاح بموافقة العدو خيانة عظمى؛
8- الابتسامة بوجه العدو خيانة.
فما بالكم الآن بما يلي:
1- التعاون الأمني مع إسرائيل؛
2- ملاحقة فلسطينيين دفاعا عن الأمن الإسرائيلي؛
3- ملاحقة السلاح المعد لمواجهة الصهاينة ومحاسبة حامله من قبل السلطة بتهم مدنية؛
4- حمل بطاقة Vip صادرة عن إسرائيل؛
5- رفع تقارير أمنية للصهاينة بصورة منتظمة، ومنها إفادات معتقلين فلسطينيين لدى أجهزة السلطة؛
6- التعاون المدني مع إسرائيل في مختلف المجالات؛
7- حضور مؤتمر هرتسيليا؛
8- التعاون العلمي والثقافي مع الصهاينة؛
9- تعاون الوزارات مع الإسرائيليين بطريقة أو بأخرى؛
10- القبول بشروط إسرائيل عند صياغة مناهج الدراسة.
والقائمة طويلة جدا.
ولهذا يا حضرة المحتج أنت خائن. أنت كنت مناضلا، ونضالك القديم لا يشكل حقا لك لتكون خائنا،
ولا يمنحك صك غفران. ولو كنت مناضلا حقيقيا واعيا لما كنت تعمل، لما جرفك تيار الخيانة.
أنت خائن الآن ولست مناضلا ان مارست اي من التصرفات الوارده اعلاه مهما كان السبب والمبررات .
ولهذا قف عندك
، فلسطين يجب أن تكون أعز عليك من نفسك
. اخلع عن نفسك ثوب الخيانة وعد إلى صفوف شعبك.
ولا تخف على رزق أبنائك، فالله هو الرزاق.
ربما تحاول خداع نفسك وتظن أنك تقوم بعمل وطني، وقبل أن تستفزك الكلمات، راجع نفسك،
واسأل زوجك وأولادك وأباك وأمك وأصدقاءك وأهل عشيرتك وأبناء بلدك.
أنت الآن تسمع مني ما يقوله الناس عنك ولا تسمعه منهم مباشرة.
عمر إسرائيل قصير جدا،
وعليك أن تحسب لنفسك كيف ستكون عندما نرفع أعلامنا فوق الكرمل وعلى شواطئ يافا
. فانهض وغادر موقعك العفن إلى حيث تعود أنفاسك الوطنية إلى نبضها القديم.