اعتاد سكان مدينة وهران على استعمال كلمات عامية غريبة عن اللغة العربية، ومن أشهرها ''كلانتيكا''، وهو اسم الأكلة المشهورة لدى سكان العاصمة بـ''الفرنطيطة''، وكلمات أخرى شانكلة بمعنى نعال، بورصة أي كيس بلاستيكي، كولا أي طابور، طرابندو أي التهريب، ليخيا أي ماء جافيل... إلخ.
وشكل هذا الموضوع محور مائدة مستديرة بالمعهد الإسباني سيرفانتيس بوهران، مؤخرا، في إطار أسبوع الصداقة الجزائري ـ الإسباني، من تنشيط أمين بن علو، أستاذ بجامعة مستغانم، وسيزار دياز بلاز، أستاذ اللسانيات.
وكشف الأستاذ بن علو في مداخلته بعنوان: ''الكلمات الإسبانية في العامية الوهرانية''، بأنه أحصى في إطار أبحاثه الجامعية قرابة 800 كلمة إسبانية في اللغة العامية لسكان وهران، على غرار كلمات ''كلانتيكا، شانكلة، كولا، طرابندو، كاريكو...''. ويرى المحاضر أن: ''توظيف هذه الكلمات، بغض النظر عن كونه ظاهرة عادية، دليل انتماء لفضاء ثقافي متعدّد، وثورة سوسيولغوية''. واعتبر استعمال هذه اللغة الهجينة محصّلة تعايش واحتكاك بين اللغتين الإسبانية والعربية لعدّة قرون.
من جهته، تطرق أستاذ اللسانيات، سيزرا دياز، لتأثير اللغة العربية على اللغة الإسبانية، وقدّر عدد الكلمات ذات الأصل العربي الموجودة في اللغة الإسبانية بحوالي 2000 كلمة، دون احتساب أسماء الأماكن والمواقع الجغرافية. واعترف المحاضر بأن هذا التأثير لايزال ساريا، بدليل استمرار اللغة الإسبانية باستعارة كلمات عربية، واستقى مثالا ''طالبان'' للإشارة إلى كل ما هو متطرّف، و''حرافة'' المهاجرين غير الشرعيين. كما تناول دياز كلمة ''كلاسيكو'' المستعملة في وهران وفي كل الجزائر، في إشارة إلى لقاء القمة بين ريال مدريد وبرشلونة.