حياتنا مثل قلم الرصاص
قيل بأن صانع أقلام رصاص قد جرت بينه وبين أحد الأقلام الجديدة محادثة قبل أن يدخل القلم مع بقية أصحابه إلى العبوة المخصصة لعدد 12 قلماً، استعداداً لخوض حياة مليئة بالتحديات والصعوبات..
قال الصانع: اعلم أنك ذاهب إلى حياة قاسية لا يعترف أحد فيها بالخاملين منهم، ولو لم تجتهد ليكون لك دور فيها فإن دخولك لتلك الحياة مثل خروجك منها، لا أثر لك ولا أحد سيشعر بك وستكون هامشياً.. عليك أن تدرك أنك بمراحل عديدة قاسية من البري ستمر وستكون مؤلمة لك، لكنها ستعمل على تجديد مظهرك وستعطي لبصماتك قوة، وسيحبك المتعاملون معك كلما خرجت من مرحلة بري مؤلمة.
اعلم أيها القلم أنك لك ميزة لا توجد في بقية الأقلام، هي قدرتك الفذة على مسح أخطاء الماضي وتصحيحها فوراً دون معاونة خارجية، وهذه ميزة قلما توجد في الأقلام وغيرها. إن أغلب معاناة الناس الذين أنت ذاهب إليهم تكون بسبب أخطاء تصدر عنهم لكنهم لا يقومون بتصحيحها أو تصعب عمليات التصحيح عندهم لسبب أو آخر، فتجدهم يعانون من تبعاتها ونتائجها.اعلم يا قلم، أنك لو تعرضت للكسر بسبب أو آخر، فستظل قيمتك باقية ولن ترمى بسهولة. أتدري لماذا؟ لأن ما بداخلك هو أهم ما تملك، وهو ثروتك وسر التصاق الناس بك..
بعد أن انتهى الصانع من توجيه تلك النصائح الحكيمة، دخل القلم إلى العبوة ليستعد خوض حياة جديدة له، سيرسم الكثير ويخط الكثير وسيكون له شأن وأثر في كثيرين.
هكذا هي حياتنا، شبيهة بحياة قلم الرصاص. نعم، لابد أن يكون لنا أثر ونحن نسير في هذه الحياة، فكلما مرت بنا المحن والتجارب القاسية، كلما قويت شوكتنا وعزيمتنا كما عملية البري المؤلمة لقلم الرصاص، أو هكذا هو الأصل..
إن أحدنا بحاجة إلى عمليات بري بين الحين والآخر ليكون أقوى أثراً وأكثر قوة وجلداً على الاستمرار..