الوشم
يسبب الأمراض الخطيرة.. وصعوبة الكلام
"لعن الله الواشمة والمستوشمة"
حديث صحيح ورد عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ورغم وضوح نص الحديث
وتحريمه لهذا العمل إلا أن هذه العادة قد انتشرت علي نطاق واسع بين فتياتنا
ضاربات بهذا الحديث عرض الحائط جرياً وراء الموضة أو أحدث صيحات مراكز
التجميل التي تبني مكاسبها وأرباحها بخداع بناتنا ببدع الغرب المستوردة.
ولأن
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى ولا ينهي عن شيء إلا
وفيه خير العباد فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها هيئة الغذاء والدواء
الأمريكية "F.D.A" علي الفتيات والسيدات اللاتي يرسمن الوشم أنه يحدث
الكثير من الآثار الجانبية الضارة بصحة الإنسان وأنها تسبب تورم وتشقق
الجلد وظهور ندبات وحبوب بالإضافة إلي حدوث التهابات مزمنة حول العيون
والشفاة. بالإضافة إلي صعوبة تناول الطعام وعدم القدرة علي الكلام بشكل
طبيعي.
الدكتورة سعيدة أبو سوسو رئيس قسم علم النفس بجامعة الأزهر
أكدت هذه الدراسة وقالت: للأسف الشديد فتياتنا غير واعيات بالشكل الكافي
سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الصحية فنجدهن بمجرد الإعلان عن
افتتاح مركز تجميل سواء لزيادة كثافة الشعر أو تصغير الأنف أو دق الوشم
تجدهن يجرين وراءه محاولات قدر الإمكان تقليد الفتيات الغربيات دون وازع
ديني أو صحي أو اجتماعي وذلك حتى يشعرن أنفسهن بسعادة وفرحة نفسية لا تدوم
طويلاً.
وأضافت: الإنسان الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة واستقرار نفسي
لا يتأثر بكم الإعلانات التي ترد عن مراكز التجميل المختلفة.. كما أنه
يكون غير راضي بخلقة الله التي خلقه عليها.. فالإنسان غير السوي هو الذي
يريد تغيير نفسه وتجديد خلقته وتكون النتيجة إلحاق الضرر به ومعاناته من
أمراض جسدية كان في غني عنها.. لذلك أنصح كل الفتيات أن يتمسكن بدينهن
ويحافظن علي تقاليد مجتمعهن ولا يجرين وراء الموضة والتقليد الأعمى للغرب.
التفسير
الاجتماعي
وعن التفسير الاجتماعي لهذه الظاهرة قالت الدكتورة ابتسام
عطية أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر: نحن مجتمع شرقي له عادات وتقاليد
خاصة لابد أن يحافظ عليها ليتمتع بهويته.. لكن للأسف الشديد هذه العادات
بدأت تختفي تدريجياً يوماً بعد يوم بسبب الانفتاح علي الغرب وعصر القنوات
المفتوحة. لقد أصبح المجتمع المصري صورة من المجتمع الغربي سواء في نوعية
الملابس التي ترتديها الفتيات والسيدات أو في مظاهر الترفيه.. لقد أصبحت
الفتيات يقلدن الفتيات الغربيات في فرد الشعر ودق الوشم ضاربات عرض الحائط
بقيم وعادات المجتمع ومبادئ ديننا الحنيف.. فبكل أسف ضاعت هوية المجتمع
المصري في الوقت الحالي وهشت عاداته واختفت تقاليده.
وأضافت: ليت كل
جديد يكون مفيداً فنحن نقلد الغرب في المظهر والشكل فقط ونترك الأهم وهو
المضمون والمحتوي ليتنا نقلدهم في الحفاظ علي الوقت والاهتمام بالعمل.
وعن
موقف الدين من هذا الموضوع قال الدكتور سعيد أبو الفتوح رئيس قسم الشريعة
بكلية الحقوق جامعة عين شمس: يثبت العلم الحديث يوماً بعد يوم عظمة هذا
الإسلام وتشريعاته التي جاء بها الصادق المصدوق منذ أكثر من أربعة عشر
قرناً من الزمان.. فإذا كان الأطباء الباحثون أثبتوا ضرر الوشم علي صحة
الإنسان وأثره علي جلده فقد نبه الرسول - صلي الله عليه وسلم - في حديث
صحيح له إلي حرمة الوشم فقال: "لعن الله الواشمة والمستوشمة" فبين أنه يدخل
في دائرة اللعن "الطرد من رحمة الله".. كما بين أن من يقوم بعملية الوشم
أو من يطلب إجراء هذه الجراحة رجلاً كان أو امرأة أو أي شيء تحرمه الشريعة
الإسلامية إنما يكون لضرر فيه سواء أدركنا ذلك بعقولنا أم لن ندركه..
فالشريعة الإسلامية تبيح كل ما هو نافع لصحة الإنسان وتحرم كل ما هو ضار
فلا ضرر ولا ضرار.. والإنسان منهي عن أن يلحق بنفسه الأذى أو الضرر بأي شكل
من الأشكال وإذا كان العلم قد أثبت ضرر الوشم فإنه سوف يثبت في كل يوم جاء
به الإسلام سواء أوجبه علي الناس رحمة بهم ونفعاً لهم أو حرمة عليهم اتقاء
لضرره وأذيته وسيظل دائماً الإسلام منبعاً للأحكام التي تقدم للبشرية
الخير في كل زمان ومكان وستظل عجائب وآيات هذا الدين مستمرة إلي أن يرث
الله الأرض ومن عليها فالحق تبارك وتعالي قال: "سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
وعلي المسلمين أن يقفوا عند
حدود شريعتهم وألا يجروا وراء الغرب ويتبعوهم في أمور لا يجيزها الإسلام.
فإذا كانت مراكز التجميل والوشم وغيرها تغير خلقة الله أو تلحق الأذى بصحة
الإنسان وجسمه.
وأضاف: ليس كل ما يصلح في الغرب يصلح عندنا فكثيراً
ما يفعلونه في أمور عديدة لا تتفق مع شرعنا ويتضح في النهاية ومن خلال
مراكز أبحاثهم وعلمائهم أن هذه الأشياء ضارة وفيها اعتداء علي الإنسان
وصحته.. من أجل ذلك كان التمسك بالإسلام شريعة وعقيدة منهجاً وسلوكاً هو
إعلان الملاذ الآمن الذي يجب أن يأوي إليه كل المسلمين لينعموا بالسعادة
والرحمة.