غزة سامحيني
لست شاعراً أو أديباً
ولكني أمسكت قلمي
وطردت من ذهني كل شيء إلاكِ
ووضعت يدي على ورقي
ولم أدري من كان يكتب، أنا أم يدي
غزة اقبلي مني هذه الكلمات
تحية
إلى ابتسامات تعلو رغم الألم
إلى أهات الثكالا
إلى دموع الصغار
إلى حسرات غصت بها الصدور
تسأل عنا، نحن الإخوة عبر جدران المسافات
أين نحن منك ؟
هل صمّت آذاننا، أم ماتت ضمائرنا ؟
أم هل ننتظر موتك ؟
لتكون نهاية محزنة كما اعتادت نفوسنا اليائسة ؟
هناك فيكِ للحياة معنى آخر
حيث بكى الموت أطفالكِ ونساءك
هناك حيث انحنت الشمس لحامل الحجر
وهمست الريح: ارسل صاروخك
بأمانة سأوصله حيث يجب
هناك خجل الظلم من نفسه، وأقسم على العدل أن ينتصر لكِ
سكت العدل وقال بلحظة:
أين العرب ؟
أجاب الأمل لقد ناموا منذ سنين ؟
وما زالوا بانتظار قُبلة الأمير
لكنهم لم يحصلوا إلا على قُبل الشيطان
زادتهم ذلاً وخنوعاً وجعلت نومهم سباتاً
غزة شمعة لن تنطفىء
غزة درس لبني البشر
غزة…
حبنا الأول
رجٌلنا الأخير
قمر قلوبنا الميتة
غزة قصة
صفحاتها من نار
وسطورها مجد
حروفها من دم
وقارؤها بلا قلب
غزة عبرة العبر
تعلمنا منك الكثير
ما معنى أن تعيش بكرامة
أو تموت بشرف
كيف تستوي حياة الذل مع الموت
تعلمنا
من يقين أطفالك
من صبر أمهاتك
من عزمات رجالك
تعلمنا
من حقد جلادك
كيف يكون الحب
من ظلم العالم
كيف يكون العدل
من خيانة الإخوة
كيف تكون الأمانة
من كلمات العابثين
كيف نبثت ولا نهون
من ليلك المضيء
لا بنجوم السماء، بل بألعاب الكبار من بني البشر
تعلمنا
من شوارعك الحمراء
وأنهارك التي جفت من الماء
وفاضت بالدماء
تعلمنا منك درسنا الأكبر
كيف أن تمضي لما تؤمن
حتى لو بقيت وحيدا
حتى إن كان طريقاً بلا عودة
وسواء وصلت أم لم تصل
الأهم أن تقضي في سبيل ما تسعى
غزة لا تنتظري من باعوك بدل المرة ألف
غزة لا تسامحي من يصلون لكي تسحقي
ولا تغفري ذلنا
لك من كان ولازال معك
لك الله يا غزة وأبناؤك الشرفاء
غزة
سامحينا