" انما الأعمال بالنيات و لكل امريء ما نوى "
وأما الإخلاص فهو من أصعب الأشياء على النفوس ، قال سفيان الثوري : ما
جاهدت نفسي على شيء ما جاهدتها على الاخلاص .
يتساءل الأغلبية : (( ألا تحتاج بعض الأعمال الى اظهارها وعملها علنا
أمام الخلق طمعا في اقتداء الناس بهذا العمل..كحفظ القرآن الكريم على
سبيل المثال ..))
الأصل في الأعمال الاخفاء ( أن تخفى ) ، لقوله سبحانه : ( ان تبدو الصدقات
فنعما هي و ان تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم سيئاتكم )
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال صلى الله
عليه وسلم فيهم : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت
يمينه .
وقد تقدم أن اخفاء العمل الصالح أبلغ في الاخلاص وحال السلف يدل على ذلك ،
غير أنه اذا طمِع المسلم أو المسلمة في الاقتداء به بذلك العمل فله أن يظهره
شريطة أن يجاهد نفسه ، لأن الشيطان سيدخل عليه الرياء .
فالرياء حاليا خاصة في رمضان و في ختم القرآن ، وضع مسابقة في
المنتديات و القول الى أي حزب هو بالضبط في الردود و التسارع الى القول
أنه ختم القرآن هو صحيح ربما نقول لزرع فكرة و تحبيب القرآن الى النفوس
، لكن هناك عوامل كثيرة تدخل لتحارب العمل الصالح لتجعله عملا ينال به
صاحب الموضوع و الذي يرد عليه عدة سيئات ، فالرياء يصبح المسيطر
الأساسي عليهم { حفظنا الله } ، و خاصة أنه كتاب الله العزيز ...
قد كان عمل الربيع بن خثيم كله سرا ، ان كان ليجيء الرجـل وقد نشر
المصحف فيغطيه بثوبه .
قال الأعمش : كنت عند ابراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن
عليه رجل فغطى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة .
هكذا كان حرص السلف ...
فلنحرص قارئي القرآن على أن لا يدخل علينا الشيطان فلا نترك القراءة خوفا
من الرياء ولا تأخذ المصحف حرصا على المدح و لا نبادر بأعمال نشر قراءة
القرآن بصفة غير جائزة ، وان الشيطان ليأتي أحيانا الى بعض الصالحين
فيقول : زين عملك ! حسن عملك ...
فليقل له : انني بين يدي الملـك أزينه له وكفى !
فهو بين يدي ملك الملوك سبحانه .
وفقكم الله وأعانك ...و أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
هــمــ الحنين ــس