أبارك لجميع الأحبة والأصدقاء والأعضاء كافة ولجميع الأمة الاسلامية حلول شهر الرحمة والمغفرة والعتق
من النار شهر رمضان المبارك شهر نحن جميعا فيه بضيافة الله عزوجل حيث نحن في ضيافة أكرم الأكرمين
وأرحم الراحمين فهلموا نحسن من أخلاقنا ونتسامح فيما بيننا ونرتدي ثوب نظيف يليق بهذا الشهر ويليق بمن
نحن في ضيافته لعل الله يغفر لنا ويرحمنا ويتقبل منا صيامنا وقيامنا ، أبارك لكم وأدعو الله أن يجعله شهر خير
ويمن وبركة وسلام على الأمة الاسلامية والدنيا اجمع كل عام وانتم بألف الف خير في فضلِ شهر رمضان
عن الرضا عليه السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه وعلى أولاده السلام قال : ان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم خطبنا ذات يوم فقال :
أيها الناس أنه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل
الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله، وجعلتم فيه من
أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله
ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فان الشقي من حرم غفران الله في هذا
الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ،
و وقروا كباركم ، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم ،وغضوا عما لا يحل النظر اليه
أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع اليه أسماعكم و تحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا اليه من
ذنوبكم، وارفعوا اليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فانها أفضل الساعات ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة
الى عباده يجيبهم اذا ناجوه، ويلبيهم اذا نادوه، ويستجيب لهم اذا دعوه أيها الناس ان أنفسكم مرهونة بأعمالكم
ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره
أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين ، أيها الناس
من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه ،
قيل : يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا
النار ولو بشربة من ماء، فان الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير اذا لم يقدر على أكثر منه ، يا
أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في
هذا الشهر عما ملكت يمنيه خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم
فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله
عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من
أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، من أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، و
من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور ، أيها الناس ان أبواب الجنان
في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم،
والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم ...
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟
فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ...
تقبلـــــــــــوا أرق التحيات وخالص الأمنيـــــــــات ...