السؤال :
سمعت أن آدم وحواء كان لهما ولدان ، قابيل وهابيل ، وقتل قابيل هابيل !
سؤالي هو : كيف استمر نسل البشر بعد موت هابيل ؛ وكان قد تزوج أخته ، ولكن
لا أدري إن كانوا أنجبوا ذرية أم لا ، وكم المدة بين سيدنا آدم ، وسيدنا
نوح الذي تولى النبوة بعده ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ليس
في الكتاب والسنة ما يدل على أن ذرية آدم عليه السلام كانت محصورة في قابيل وهابيل
، بل ينقل العلماء أنه قد ولد لآدم عليه السلام أولاد كثيرون ، ومنهم تناسل البشر ،
وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن ، وذلك في قول الله تعالى : (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء/1 .
قال
ابن جرير الطبري رحمه الله :
"ذُكر
أن
حواء ولدت لآدم عليه السلام عشرين ومائة بطن ، أولهم قابيل وتوأمته قليما ، وآخرهم
عبد المغيث وتوأمته أمة المغيث . وأما ابن إسحاق فذُكر عنه أن جميع ما ولدته حواء
لآدم لصلبه أربعون من ذكر وأنثى في عشرين بطنا ، وقال : قد بلغنا أسماء بعضهم ولم
يبلغنا بعض" انتهى .
"تاريخ الأمم والملوك" (1/98) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
"وقد ذكر أهل التاريخ أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته - من أولاده
وأولاد أولاده - أربعمائة ألف نسمة ، والله أعلم" انتهى .
"البداية والنهاية" (1/96) .
ومع
ذلك يذكر محمد بن إسحاق – وهو من العلماء بالأنساب والتاريخ - أن أنساب البشر كلهم
ترجع إلى شيث بن آدم ، وأن نسل ولد آدم من غير شيث كلهم بادوا وانقرضوا ، وهذا في
الغالب مأخوذ عن أهل الكتاب .
قال
ابن جرير الطبري رحمه الله :
"وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم ، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث
انقرضوا وبادوا ، فلم يبق منهم أحد ، فأنساب الناس كلهم اليوم إلى شيث عليه السلام"
انتهى .
"تاريخ الأمم والملوك" (1/103) ، وانظر: "التبصرة" لابن الجوزي (1/24،36) ،
"البداية والنهاية" (1/98) .
ثانيا :
أما
المدة بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام فقد ورد النص عليها في حديث يصححه بعض
أهل العلم :
عن
أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال : (يا رسول الله ! أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم
، مكلَّم . قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون) .
رواه ابن حبان في "صحيحه" (14/69) والحاكم في "المستدرك" (2/262) وقال : صحيح على
شرط مسلم ، ووافقه الذهبي . وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/94) : هذا على
شرط مسلم ولم يخرجه . وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2668 ، 3289)