أود التذكير بأمرين يسيرين في الأداء ، عظيمين في الأجر غفل عنهما كثير من الناس:
الاول:
السحور ، كثير من الناس يترك السحور وذلك بدعوى عدم شعوره بالجوع خلال النهار وبالتالي عدم حاجته للسحور ، ولا يدري أنه يضيع بذلك على نفسه خيرا عظيما حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة " رواه الشيخين ، وفي حديث آخر يبين عظم فضل السحور يقول "السحور خير فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" رواه أحمد ، أي أنك بتركك للسحور تضيع على نفسك صلاة الله وملائكته عليك ، ويستحب تأخير السحور إلى ما قبل الفجر حيث كان النبي ما بين سحوره وآذان الفجر مقدار قراءة خمسين آية ، وكان صحابة النبي أسرع الناس فطورا وأبطؤهم سحورا ، فهذا فضل السحور وقد جاء تكريما من الله لمن يستعد للصيام فما بالك بأجر الصيام نفسه.
الثاني :
الكثير من الناس لا يتم صلاة التراويح في المسجد إلى نهايتها ، أو يكتفي بصلاة الثماني ركعات ويترك صلاة الشفع والوتر مع الإمام ، انظر إلى حديث المصطفي صلى الله عليه وسلم "من صلى مع الإمام حتى ينصرف ، كتب له أجر قيام ليلة" أي أن انتظارك حتى يفرغ الإمام من صلاته - بما فيها الشفع والوتر - يجعلك تأخذ أجر قيام الليلة بكاملها حتى وإن نمت باقي الليل ولم تصل بعد عودتك إلى المنزل ، وحجة معظم الناس في عدم تكملة الصلاة لنهايتها ذلك هي أنه سيكمل القيام في البيت أو سيتهجد قبل الفجر وبالتالي يصلي الوتر بعدما يفرغ من صلاته ، وهنا أمام من يرغب في أن يتهجد أو يصلي في بيته بعد عودته ثلاثة حلول كلها صحيحة ،
الأول أن يصلي الوتر مع الإمام ثم يصلي ما شاء في بيته بعد عودته ولا يوتر مرة أخرى حيث لا وترين في ليلة وصلاته صحيحة ولا شيئ في أن يصلي بعد الوتر ،
والثاني هو أن يوتر مع الإمام فإذا عاد إلى بيته صلى ركعة شفع بها ركعة الوتر التي صلاها في المسجد ثم يصلي ماشاء أن يصلي ثم يوتر بركعة في نهاية صلاته ،
والثالث ألا يسلم مع الإمام في ركعة الوتر ويقوم يصلي ركعة أخرى وبذلك يكون لم يصل الوتر ويوتر في نهاية صلاته التي سيصليها في بيته ، ولكن في كل الأحوال لا تنصرف من المسجد حتى يفرغ الإمام من صلاته حتى لا تضيع على نفسك أجر قيام الليلة بكاملها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.