أنا الرسالة. كلماتها، ترنيمة عينيها وهي تقرؤني.. أنا الأنثى
التي فتحت أوراقها صباح اليوم.. صباح كلّ يوم على الضياء..
ضفيرة شعري امتداد لنورها، لسعة حرقتها موعدي مع الدفء.. أنا
الأنثى التي تزهر كلَّ صباح على نافذة صغيرة أطلُّ منها على كلِّ عشاق
العالم..
الأنثى التي تختبر صناعة القلب، وتعدُّ لغيمته المطر.. الأنثى التي
ترسم حدود المسافات المتبقِّية إلى الحب.. الأنثى التي لم تقبل إلا بأن
تجدِّد درب الحياة بقطعة من سكر..
أكتب عنها شغفاً يوازي البقية الباقية من حرية في مساء يخجل من
أصابعها.. أكتب عنها في مساء يشبه روح الأمل فيها.. أنا الأنثى..
التي لم تحلم يوماً إلا بأنوثتها،
هكذا بدأ اليوم موعدي مع أول كلام أكتبه لك.. فأنا، مثل فراشة
تترنَّح في عشقها لواحة أزهار قلبك.. أكتب من أول السطر:
قلبي على الحبر وعيناي على الورق.. ثم أكتب: من يدهش أكثر من كلمة
تفرح قلب العاشق.. ثم أكتب: ليس لي إلا موعدي معك.. وفي آخر
السطر أضع نقطتي المفضَّلة، وأمسح كلَّ ما كتبت، لأبدأ من أول سطر
جديد.. وأكتب: صباحك قطرة مطر..
أعود إلى كلماتي قبل أن يجفَّ سطرها الأخير.. أُعيد قراءتها، كما لو
أنَّ أحداً غيري كتبها.. أقرأ.. هاأنا قد سرحت كثيراً على إيقاع
الشعر، لكني- كأنثى- استيقظت هذا الصباح.. لم أعرف موعداً لي معك
سوى قلبي، فلم آتِ إليك؟.. ألم تعرف أنني أشعر بخجل، مثل شمس تطلُّ
على نافذة عاشق خفق قلبه بالحب لأول مرة..
أنا الأنثى..
أنا الرسالة التي أكتبها إليك دون أن تعرف أنَّ الحب ذكر.. لم يعرف
كيف يحبّها بعد..