خطف المنتخب الوطني للمحليين تأشيرة التأهل إلى نهائيات البطولة الإفريقية على حساب المنتخب الليبي بعد أن أحرز سفيان حانيستار هدفا في آخر دقيقة من المباراة رجح به الكفة لصالح الخضر.
مباراة صعبة وإصرار الخضر صنع الفارق
لعب منتخب المحليين مقابلة صعبة للغاية، وذلك باعتبار أن قدم إلى طرابلس متقدما بهدف وحيد، وزاد في تعقيد مهمته الغيابات العديدة لبعض اللاعبين الأساسيين مثل مسعود ومترف وبوقاش وبابوش، وهو ما أثر على المردود العام لتشكيلة بن شيخة طيلة أطوار المباراة. ومن جانب آخر، واجه الخضر منتخبا ليبيا عنيدا كان يريد تجاوز الأزمة التي فجرت وحدته، وهو ما جعله يقاتل إلى آخر لحظة من المباراة ويتمسك بورقة المرور إلى النهائيات إلى أن خطفها منه سفيان حانيستار في آخر لحظات المواجهة.
تأهل مستحق.. وفرحة حملت أكثر من رسالة
كانت فرحة اللاعبين الجزائريين بالتأهل لا توصف ولم تضاهيها سوى فرحة الخضر بالفوز على مصر في أم درمان. وحتى اللاعبين المعروفين بخجلهم وهدوئهم مثل حاج عيسى وتجار وسيدريك ولموشية عبروا عن فرحتهم بطريقة أذهلت الليبيين. وليس سرا القول بأن الأغلبية الساحقة من المحليين كانت تشعر بنوع من الظلم بعدما ثار الجدل حول قدرة اللاعب المحلي ومستواه. ولم يتردد لاعب من ركائز المنتخب في القول: "هذا التأهل شيء جيد للاعبين وللذين وصفوا اللاعب المحلي بأوصاف غير لائقة، لكن المهم بالنسبة لنا هو إضافة تأهل جديد للكرة الجزائرية".
حاج عيسى، لموشية ومفتاح..القيمة المضافة
بدون أدنى شك، بيّنت مباراة الخضر ضد المنتخب الليبي أن اللاعبين الذين كانوا في المنتخب الوطني الأول وخرجوا لأسباب مختلفة، عادوا ليطرقوا الباب من جديد وهذه المرة بحضور الناخب الوطني رابح سعدان. وحتى وإن كان اللاعبون قد عبروا قبل المباراة بأن حضور سعدان يحفزهم ويشجعهم، إلا أنهم كانوا في المستوى المطلوب وبينوا للجميع بأنهم ليسوا بعيدين عن "الخضر" كما حاول البعض تصويره.
وبعد المباراة، لم يتردد سعدان في الإشادة بالمجهود الكبير للاعبين مركزا حديثه عن الدور الذي لعبته خبرة البعض منهم في بقاء المنتخب مركزا إلى نهاية المباراة ودون أن يذكر الأسماء بطبيعة الحال.
جابو، غزالي وآخرون القوة القادمة
كانت مباراة المحليين ضد المنتخب الليبي فرصة للمدرب بن شيخة والناخب الوطني رابح سعدان للوقوف على قدرات بعض اللاعبين في مباراة رسمية فاصلة، ولا سيما الشبان منهم على غرار جابو وغزالي.
وقد أبان اللاعب غزالي عن مستوى طيب ارتاح له بن شيخة الذي صرح قبل المباراة بأن غزالي واحد من اللاعبين الذين يجب العمل معهم وتشجيعهم ليكونوا في خدمة الخضر في أقرب وقت. أما عبد المؤمن جابو الذي أشركه بن شيخة في آخر المباراة، فقد بين، بل أكد أنه لاعب موهوب بإمكانه تفجير طاقات جديدة ليكون رفقة لاعبين آخرين القوة القادمة للخضر.
المحليون مطالبون بمضاعفة الجهد
حتى وإن كان المنتخب الوطني للمحليين قد استحق التأهل على المنتخب الليبي في المقابلتين، فإن كل من شاهده من الأخصائيين قال بأن عملا كبيرا ما زال ينتظر المنتخب في الفترة التي تفصلنا عن دورة النهائيات التي تستضيفها الخرطوم مطلع السنة القادم، حتى وإن كان المنتخب الوطني قد تلقى ضربة قوية بغياب أفضل عناصره، إلا أن الحقيقة هي أن أشياء كثيرة لا بد أن تتحسن خلال السبعة أشهر التي تفصلنا عن موعد السودان. أما المدرب عبد الحق بن شيخة الذي بدا مرتاحا لمردود لاعبيه، فإنه يدرك بأن إحراز التأهل شيء، وتجهيز منتخب قوي قدار على مقارعة كبار إفريقيا شيء آخر.
ديناميكية الفوز مستمرة وهذا هو الأهم
ولا شك أن تأهل المنتخب المحلي إلى نهائيات بطولة إفريقيا للمحليين يشكل انتصارا جديدا للمنتخبات الوطنية، فبعد كأس أمم إفريقيا وكأس العالم ومشاركة الناشئين في بطولة العالم الأخيرة بنيجيريا، يتمكن المحليون من تجاوز المنتخب الليبي، وهو ما يعني بأن ديناميكية الفوز مستمرة مع الخضر، وهو ما يعني بأن مرحلة جديدة قد بدأت ولا بد من التعامل معها بجدية. الناخب الوطني لرابح سعدان تحدث في السياق ذاته وعبّر عن سعادته باستمرار المنتخبات الوطنية في حصد الإنتصارات، وهو ما قال عنه بأنه شيء إيجابي للغاية، لا سيما في المرحلة الحالية التي تمر بها الكرة في بلادنا.
تجار، جابو وحانيستار ثلاثي قلب المباراة
في اللحظات الأخيرة من المقابلة ولما كان الليبيون متقدمين بهدفين دون مقابل، قرر المدرب بن شيخة اللجوء إلى المغامرة بالهجوم بأكبر عدد ممكن من المهاجمين. ولما التفت المدرب إلى دكة الاحتياط، فهم بأن الثلاثي تجار، جابو وحانيستار هم الورقة الأخيرة التي يمكنه استعمالها للخروج من مأزق الإقصاء. واعترف المدرب بعد نهاية المباراة أنه غامر ولم يقم بأي حسابات لأن الأمر كان لا يحتمل الانتظار. وقد كان لدخول جابو الأثر الكبير على الجهة اليسرى التي كانت في حاجة إلى لاعب له المهارة العالية والذكاء الخارق في توجيه اللاعب. وبعد دخول جابو، أحرج المدافعون الليبيون وأجبروا على تنظيف منطقتهم بكل الوسائل. أما تجار، فقد أعاد التوازن للفريق
واحتل الجهة اليمنى بقوة، وهو ما زعزع الجدار الخلفي الذي بناه المدرب برانكو. كما كان لتواجد حانيستار في مقدمة الهجوم الأثر الإيجابي، خاصة وأنه نافس محور الدفاع الليبي بطول قامته، والدليل على ذلك أنه استطاع برأسيته التفوق على الحارس الليبي الذي سقط في آخر لحظة من معركة قادها لوحده ضد المحليين الجزائريين.
رابح سعدان: "تأهل المحليين شيء جيد ومشجع"
عبّر المنتخب الوطني رابح سعدان عن سعادته في أعقاب تأهل المنتخب الوطني للمحليين على حساب نظيره الليبي. وألح الناخب الوطني على تثمين التأهل بالقول: "منتخبنا لعب مباراة صعبة للغاية وواجه منتخبا ليبيا جيدا، لكن اللاعبين أصروا على التأهل ولم يستسلموا رغم تقدم الليبيين بهدفين، وهذا يعني بأن روح الفوز موجودة لدى لاعبينا الذين أهنئهم بالمناسبة."
وعن المرحلة التي يأتي فيها التأهل ومواصلة الناخب الوطني العمل في تحضير الفريق الأول رد سعدان: "تأهل المنتخب مهم بالنسبة للكرة الجزائرية بصفة عامة، وهذا يعني أننا مستمرون في تحقيق الإنتصارات وديناميكية الفوز، لكن لا يجب أن ننسى بأن عملا كبيرا ينتظرنا على عدة مستويات."
سعدان استقبل اللاعبين وهنأهم
بعد نهاية المباراة، عاد لاعبو الخضر إلى مقر إقامتهم بفندق المهاري راديسون ووجدوا في استقبالهم المدرب الوطني رابح سعدان الذي هنأهم على التأهل وشجعهم على مواصلة العمل رفقة مدربهم، لا سيما في الفترة القادمة التي تفصلهم عن النهائيات. سعدان صافح كل اللاعبين وتحدث معهم مشجعا ومازحا. وكان للالتفاتة المدرب الوطني الوقع الإيجابي في نفوس اللاعبين، ولا سيما الشبان منهم. ولم يفوّت الناخب الوطني الفرصة لتشجيع الطاقم الفني بقيادة عبد الحق بن شيخا عن التأهل والعمل المستمر الذي قام به منذ توليه العارضة الفنية للمحليين.
تأهل الخضر يعمق أزمة الليبيين
بالرغم من أن المباراة تأهيلية وفاصلة بين المنتخبين الجزائري والليبي، إلا أن الجمهور القليل الذي حضر إلى ملعب 11 جوان، انقسم إلى فوجين. وإذا كان جمهور الإتحاد شجع المنتخب الليبي بحكم تواجد عشرة لاعبين من فريقه، فإن مشجعي الأهلي شجعوا "الخضر" بقوة والأكثر من ذلك أنهم أطلقوا شعارات معادية للاعبين الليبيين، وخاصة اللاعب محمد الزاوي الذي يقولون أنه من فجر الأزمة بين الفريقين.
والحقيقة أن نهاية المباراة كانت حزينة بالنسبة لجماهير الإتحاد، لكن المشكل هو أن الرأي العالم الرياضي في ليبيا يرمي باللائمة على لاعبي الأهلي الذين قاطعوا التربص ورفضوا المشاركة في المباراة. وقال بعض الإعلاميين أن إقصاء المنتخب الليبي سيبقى نقطة سوداء ووصمة عار في جبين كل من تسبب في الأزمة من لاعبين ومسيرين
ومدربين.