كان هناك حكيم يجالس الملك ويستمع الى نصحه وكان دائما ما يقول له : { أحسن
الى المحسن باحسانه ، فان المسئ سيكفيك هو اساءته } ...
فحسده أحد الرجال علي ذلك وأراد الوقيعة بينه وبين الملك فجاء الى الملك وقال له :
- أن هذا الرجل يقول : انك أبخر ( أي رائحة فمك سيئة) ...
فقال له الملك : وكيف أتاكد من ذلك ؟؟؟؟؟
قال الرجل : تدعوه أن يقترب منك ، فانه ان اقترب وضع يده علي فمه .
ثم دعا هذا الرجل الحكيم الى بيته وأطعمه طعاما فيه ثوم ، ثم دعاه الملك وأمره أن يدنو
منه فلما دنا الحكيم منه وضع يده علي فمه مخافه أن يؤذي الملك رائحة الثوم ...
فغضب الملك بشدة وتأكد من صدق الرجل فكتب الملك كتابا بيده أنه اذا جاءك حامل هذا
الكتاب فاقتله وختمه وأعطاه للحكيم وأمره أن يمر علي عامله ( وكان من عاده الملك أنه
لا يكتب كتابا بيده الا كان جائزة أو عطاء ) ...
فلما خرج الحكيم لقيه الرجل فقال له : ماذا فعل الملك ؟؟؟؟؟؟
فقال الحكيم: كتب لي كتابا .
فقال الرجل فى نفسه : ما أظنه الا عطاء فالملك لا يكتب بيده الا جائزة أو عطاء
ثم قال هبه لي , فوهبه له ثم عاد الحكيم الى الملك فتعجب الملك وقال : ماذا فعلت بالكتاب ؟؟؟؟
فقال له : لقيني فلان فطلبه مني فوهبته له .
قال الملك: أقرات ما فيه !!!
قال الحكيم : ما كان لي أن أفض ختم الملك .
قال الملك : فلما وضعت يدك علي فمك ؟؟؟؟؟
قال الحكيم : لأنه دعاني علي طعام فيه ثوم , فخفت أن تشمه .
فقال الملك متعجبا : ( صدقت ، أما المسئ فسيكفيك هونفسه اساءته) ...
هــمــ الحنين ــس