عد ياهلالُ لأمتي ..عد ياهلالْ
إن قيل : (غبْ) ،فلا تُصدّقْ ..لا تجبْ
(غب ياهلالْ) .. لكأنها شكوى مُـحِبْ ..قد ملّ من فرط الدلالْ ..ومل من كِبر الجمالْ
هي نفثةٌ من شاعرٍ فقد الرحالْ
فجفا الهناءة بعد أن حبطت شعارات النضالْ
فاعذرْه..في جنبيه آلافُ النصالْ
واعذره..في شفتيه جمرٌ من عذابات السؤالْ
هو ثائرُ الأنوار مثلك يا هلالْ
هو شاعر الأحرار يسفح دمعه فوق الرمالْ..يمضي اشتياقاً خلف آثار الجِمالْ
لكنني ..والحق أولى أن يُقالْ ..
ما زلتُ أطمح أن أراك تُطلّ من فوق التلالْ
فلا تخيّبْ من دعاك وعُد إلينا يا هلالْ
فغيابُ وجهك عن سماء القلب بعضٌ من محالْ
عد ياهلال ولا تـَغبْ عن ناظرَيْ
فأنا بشوق للقا ..أتـُراك مشتاقاً إليْ ؟!
عد ياهلال لكي نصوم ونفطرا
فالصوم والإفطار رهنُ ضياء ِوجهك إذ يُرى
هذي وَصاة نبينا خيرِ الورى
كم كان يدعو ربـَّه حتى تعودْ ..باليُمن والإيمان في الشهر الجديد ْ؟!
وكذا يكون دعاء كل موحِّدِ .. لمـّا يراك على قباب المسجدِ
" ربي وربك واحدُ "..وله جبيني ساجدٌ وله جبينك ساجدُ
عد ياهلال لكي نصلي ..كي نصومْ
رغم العِدا من حولنا ..رغم المـُدى في ظهرنا
رغم الهزيمة والكلومْ ..وسقوطِ بغداد العظيمْ !
بغدادُنا غدرت بنا ؟! ..ماكنت أحسبها تخونْ .. وتَظلّ تهواها العيونْ!!
عد ياهلال لكي تعودْ ..بغدادنا لحِمى الأسودْ..رغم الثعالب واليهودْ
فغداً سنرسم وجهَك الوضّاء في كل البنودْ
وغداً سنقرع للوغى كل الطبولْ .. وغداً نطهّر نخلَها العربيَّ من رجس المغولْ
عد ياهلال مع النجومْ .. طهراً وإيماناً يحومْ ..في لهفة حول الغيومْ
أتـَرى الغيوم أيا هلالْ .. تدفّـقتْ مثل الجبالْ. .في الأفْق تتبعُها جبالْ ؟!
أترى الغيومْ ؟! في سرّها حارت فُهومْ .. في صمتها نجوى جلالْ
لَـبِّثْ قليلاً ياهلالْ
فوربّ أحمد سوف تمطرُ بالرجالْ
وستورق الصحراء بالفجر الجديدْ .."ويطلّ عيدٌ ياهلال وأيّ عيدْ ؟!"
وترى شباب المسلمينْ ..فوق المآذن والتلال يُكبرونْ
وترى بناتِ المسلمينْ ..يقطفن عقداً من زهور الياسمينْ
وترى صغار المسلمينْ ..في كل بيت يفرحونْ
"بالعيد بالحلوى بأثوابٍ جديدةْ " .. وتراهمُ يتلون أغنيةً سعيدةْ
تنساب من شفة القلوبْ .. فاسمعها ياقمري الحبيبْ