ظهرت هذه القصيدة عام 1966 م والصراع محتدم بين السفور والحجاب وكان السفور غالباً آنذاك ؛ حيثُ كانت الفتاة المتحجبة تعاني كثيراً من مجتمعها ، وتتعرض للاستهزاء والسخرية ولكنها صبرت وصابرت ، متمسكة بدينها ، معتزة بحجابها ، داعية إلى الفضيلة ، وقد برزتْ شخصيتها المسلمة من خلال أبيات هذه القصيدة التي تحكي قصة فتاة ملتزمة حاول أحد الشبان إغراءها فلقنــته درساً في الأخلاق كان سبباً في هدايته .
مهلاً رويداً يا صحاب ***إن الفؤاد لمستصاب
إني غدوتُ متيماً *** كَلِِفاً بربات الحجاب
عُوْجُوا بنا نحو القرى *** مهدِ الطفولة والشباب
حيث استقيتُ الدرس من *** ذاتِ الأساور والخضاب
بَرَزَتْ فقلتُ محــيِّـياً *** بوركتَ يا حلو الرِّضابْ
يا بنت يَعْرُبَ لحظُكم *** من بين طيَّات النقاب
صوبتموه مُيمِّـماً *** شطر الفؤاد وقد أصاب
قالت: أيا متودداً *** لي بالحديث المستطاب
أقلِع وكُفَّ عن التهالك *** في تصرفك المعاب
الدين يمنع أن تغا *** زلني وينذر بالعقاب
والله يغضب فابتعِد *** عني وفر من العذاب
قلتُ : اسمعيني عَلَّنا *** نُهدَى إلى أمرٍ صواب
قالت: أبيت ولا أوَدُّ *** سوى انصرافك والذهاب
أرأيتَ إن ألقيتُ سمعي *** للكُلَيماتِ العِذاب
ماذا تظن نسيجها *** يحكي سوى طيش الشباب ؟
تبَّاً لكم فلقد غدوتـم *** في الضراوة كالذئاب
لا شيء يرضيكم سوى *** وأدِ الكرامة في التراب
تتظاهرون بما يسرُّ *** وفي حقيقتكم كلاب
فلئن أردتَ غوايتي *** فاخسأ فذا لن يُستجاب
تأبى عليَّ عقيدتي *** في الله مولاي المهاب
واسترسلَتْ في قولها *** حتى وَدِدْتُ الانسحاب
وقد اقشعرَّ الجلد مني *** واعتراني الاضطراب
قالت: رويدك إن تكن *** حقاً تروم الاقتراب
فاذهب فدونك والديَّ *** فلا ملام ولا عتاب
فإذا حظينا بالعلاقة *** وفق منهاج الكتاب
فلسوف أمنحك السعادة *** والحنان بلا حساب
وتهيم بي وأكون طوعك *** دون خوف واضطراب
وأُرِيكَ حباً صادقاً *** فالحبُّ معظمه سراب
قرويةٌ جُبِلتْ على *** هديِ العقيدة يا صحاب
وأنا الذي عُلِّقتُها *** فمتى الإياب متى الإياب ؟