دعني أكسّــر أغلالـــي وأوضـــاري! *** فالهـــمُّ أعلن بين النّاس أســــراري
دعني أسحُّ دمــــوعا أشـــربتْ بدمٍ *** وأرسم الحزن في قرطاس أشعاري
أصحــو وأغـفـو ولكن بين أجنحـــتي *** قلباً تقلبـــه الشـــكوى على نــــــار
أصبـو الى روضـةٍ بالحــــب وارفـةٍ **** كبــلبل ٍ موجـــع ٍ يهفــــو الى دار
غيري تربّت على القــــرآن باســـقةً *** فأثمرت وازدهت في طاعـــة البـاري
كأنـــــــها وردة ٌ شـــــــماء زاهـــــية ٌ *** في دوحة الطهر أو في روض أزهـار
في قلب راضـية ٍ، فـي ثوب زاكــــيةٍ *** في طهر غــادية ٍ في حسن أقمـــار
أمّا أنا فادْلهمّ الخطـــب في كــــبدي *** و ســــودت ســـيئاتي لــوح تـذكاري
أمّـي لها في بحــــور الفن ملحمـــة ٌ *** قد اعـــــتلتْ في المآسي كلّ تيـــار
الزيـــــف أتعــبها ، و السوق غـــيبّها *** ياليت لي عطف أم ٍ ذات أطــــــمار!!
و لي أب ٌ لم أذق في ظــل مهجــته *** معنى الأبــــوة من عطــف ٍ وإيثـــــار
أحلامـــه في رؤى الصفْقات لاهـــثةٌ *** في بؤس سمسرة ٍ أو طيش أسفار
على لســـاني سؤال عنه محـــترق ٌ *** قد باع حبّـــي و تحــــناني بدينــــــار
ضاع الرقيب فهان العِرض في زمني *** حتى استوى فيه إقبـــالي وإدبــاري
تسطو الذئــــاب على شــاة مغفــلة *** فاستسلمت بين أنيـــــاب ٍ وأظــــفار
الـــدار من روعــــة الآلاء مـــــترعـــة ٌ *** و للهــــدى في رُبـــــاها نــوح إقــفار
قد فتّحـــوا للــبلايـــا ألــــف نافـــــذة ٍ *** و دون صـــوت التّقى أسـوار أســـوار
جاءوا "بـدش ٍ" على فحواه مهلكتي *** يودي بدينــي و أخلاقــــي و أفـكاري
ويلــي على أخوتــي إذ هـدّ وازعـهم *** ليــــزرع السُّـــــم مــــن دار ٍ إلى دار
و استأســروني بأفــــلام ٍ مـــهدمــةٍ *** عن سجدةٍ في الدجى أو أُنس أذكار
أو دعوة ٍ في ظلام الليــــل صــــادقةٍ *** إذا تنــــــــزّل مــــولانــــا بأسحـــــــار
ثغر الزنا من حديث " الفلم" مبتسمٌ *** و الشــــرّ يشــدو علــى أنغـام أوتــار
يا ويحــنا من لجيـل الحق إن تُركت.. *** نُهــــى الشــــباب لكفــــار ٍ وفجــــار
ناب المسلسل عن أمي وعطف أبي *** فاستحكمتْ غربتي واحْمرّ إعصــاري
الزيف أرّقــني ، و الخـــوف أقــلقنــي *** من صـولة الزيغ ، أو من وصمــة العار
جــاءوا بحـــريةٍ مزعـــومــة ٍ بَئِســـتْ *** فاستـــعبدت بالـــرّدى أعنــاق أحــرار
أودوا حيــائي وجـــدّوا في مــحاربتي *** و أخـــفتوا بســفور الغـــرب أنـــــواري
" ولا تبرجن " أمــــر الله..نبــع تقــى *** فما لنـــا نســـتقي من خـــبث أوكــار
لا غـــيرةٌ جللـــتني من ذوي رحـــمي *** و ما رفعْـــتُ بتـــــاج الديـــن مقــداري
أبكي على زهــرة التقــوى وقد ذبـلت *** فـي القـلــب ما بيـــن آثـامـي وأوزاري
يا بــؤس قلبــي من الدنيـــا و زخـرفها *** إني أعـــيش علـى جــرف ٍ لها هــاري
لاتتعــب النفــس في الدنيــا و بهجتها *** فما الســعادة إلا فــي رضــا البـــــاري
يا رب هـــب لــى مـــتابــا أستنـــير به *** يجـــلو فــــؤادي و يمـــــحو كـــل آثاري
يا مــن أنــار علــى المـــختار غـــربتـــه *** في رحـلة العــمر أو في ظلمـــة الغـار
جـــعلتَ يثــــربَ فــي لقيــاه باســـمةً *** تشـــدو ، و أيــــدته فـــــيها بأنـــــصــار
أيـّد فـــــؤادي بفـــــضل ٍ منــك مـنهمر ٍ *** وصحــبة ٍ في مجـــال الخــــير أخيــــار
بـــرئت لله ربـّي مــن غــنى بـــــطــــر ٍ *** يُطــغي فــؤادي و يهوي بي إلـى النار
ربــّاه تاقــــت الــى رحمـــاك ناصــيتي *** و أنت تعــــلم إقـــــلالي و إكثــــــــاري
إن لم تجـــرني بنــــور ٍ مــنك يغـمرني *** يحيــا به القلـب أو يسـري به السّـاري
فالقلــــب ذاوٍ..ولكـن إن ذوى جـسدي *** فكــــتّموا يا نُعـــاتي بعــــض أخبـــــاري
وانســـوا فتاةً روت للـــــكـون قصـــــتها *** وامـتد حبر الأسى من دمعها الجــاري!