يذهب الناس عندنا في يوم العيد إلى المقابر، وينادون الشيوخ -كما يطلقون عليهم - لقضاء حوائجهم، فهل يجوز هذا أم لا؟
الذهاب إلى القبور لدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات ، هذا من الشرك الأكبر، هذا لا يجوز ، بل هو من عمل الجاهلية، من عمل أهل الشرك، فلا يجوز دعاء الأموات ، لا عند قبورهم ولا بعيداً من ذلك، ولا طلبهم مدد، كأن يقول: يا سيدي البدوي اقض حاجتي ، اشف مريضي، المدد المدد، أو يا سيدي عبدالقادر، أو يا شيخ عبدالقادر، أو يا رسول الله اشف مريضي ، أو المدد المدد ، أو غير هذا من الأساليب، بل هذا من الشرك الأكبر، ومن عمل الجاهلية. وإنما تزار القبور للسلام عليهم والدعاء لهم إن كانوا مسلمين ، يزورهم ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم، فالميت المسلم بحاجة إلى الدعاء، إلى أن يدعى له، ويترحم عليه ، أما أنه يدعى من دون الله فهذا من الجرائم العظيمة، هو لا يستطيع أن ينفع نفسه فكيف ينفع غيره؟ ليس له إلا ما قدم من عمل صالح، والله يقول - جل وعلا -: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [(18) سورة الجن]. ويقول سبحانه وتعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ [(106) سورة يونس]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة). والله يقول – سبحانه - : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. ويقول جل وعلا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي – قل يا محمد للناس – وَنُسُكِي – يعني عبادتي، يفسر أيضاً بالذبح إن ذبحي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [(162) سورة الأنعام]. فالواجب على جميع العباد أن يخصو الله بالعبادة من دعاء وخوف ورجاء وتوكل وذبح ونذر وغير هذا من أنواع العبادة، هذا حق الله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [(56) سورة الذاريات]. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [(5) سورة البينة]. والدعاء من العبادة، فطلب الشفاء ، أو الشفاعة ، أو المدد ، أو قضاء الدين ، أو سلامة الأولاد ، أو سلامة الدواب والمزرعة ، كل هذا شرك بالله إذا طلبه من الأموات أو من الأصنام والأشجار والأحجار، صار شركاً بالله - عز وجل -، فالواجب الحذر.