- نداء الإضراب جانفي 1957
أيها الشعب الجزائري
إن كفاحك البطولي يرجع عهده إلى سنة 1830.
إن الاستعمار الفرنسي يحاول منذ مائة وسبعة وعشرين عاما أن يبيدك ويسحق شخصيتك ويقضي على عزتك ولكن دون جدوى .إن الاستعمار الفرنسي ظل مائة وسبعة وعشرين عاما يقتل ويسحق ويعذب خيرة أبنائك الأبرار .
إن الاستعمار الفرنسي جعل من جزائرنا طيلة مائة وسبعة وعشرين عاما ، موطن البؤس والرعب والخنق والكبت . لقد بقيت طيلة هذه المدة مائة وسبعة وعشرين عاما رافعا لواء الكفاح ، لواء الجزائر المكافحة المجاهدة لواء جنود الأمير عبد القادر ، لواء ثوار بني سناسن ، وأولاد سيدي الشيخ والمقراني ، وأبطال جبال أوراس 1916-1926 ، وضحايا سطيف و قالمة وخراطة وشهداء سيدي علي بوناب ولواء جيش التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954.
أيها الشعب الجزائري،.
إن القيادة العليا لجيش التحرير الوطني الجزائري ، التي هي مرشدك في النضال ، والتي تعوزها ثقتك المطلقة بها ، ترسل إليك هذا النداء لتنفيذ إضراب شامل لمدة ثمانية أيام ، في كامل التراب الوطني ، إن واجبكم هو أن تستعدوا للقيام بهذا الإضراب الثوري العظيم في إجماع كامل ، ووحدة لا انفصام لها وأن من واجبكم أن تساعدوا بعضكم بعضا في هذا الإضراب . وأنكم لتجعلون جميعا من هذا الإضراب ظاهرة شعبية تشمل طول البلاد وعرضها من تبسة إلى مغنية . ومن الساحل البحري الى الصحراء الكبرى.
يا أبناء الأمة الجزائرية ،
من عمال وفلاحين وتجار وموظفين وطلبة وتلامذة . رجالا ونساء وأطفالا ، إنكم ستبعثونها صرخة مدوية في وجه الاستعمار ، صرخة تنبعث من أعماق ثورتنا العظيمة عندما تنفذون إضرابكم التاريخي الأكبر، وأن القيادة العليا لجبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري توصيكم بجمع حاجياتكم لهذه المدة أعينوا بعضكم بعضا ، شيدوا بناء الأمة الجزائرية الحرة المستقلة بالكفاح والتضامن.
أيها الجزائريون ، أيتها الجزائريات،
إن نجاح هذا الإضراب سيكون معناه أمام العالم أنكم تعتبرون وفد جبهة وجيش التحرير الوطني هو المتكلم الأوحد للشعب الجزائري المناضل . إن تنفيذكم للإضراب الثوري العظيم بما فيه من نصب الكمائن في الطرقات ومن التخريب والاشتباكات الهجومات على المدن والمراكز العسكرية سوف يكون الخطوة الحاسمة في سبيل النصر الأخير.
أيها الشعب الجزائري.
لتقف صفا واحدا متراصا وراء جيشك الفتي ، وجبهتك العتيدة . لينجح إضرابك العظيم ، العزة للأبطال والمجد للشهداء.
يحيا جيش وجبهة التحرير الوطني ،
تحيا الجزائر حرة مستقلة