التحاق مايو بالثورة
هو فرنسي من أصل جزائري وابن لنقابي .كان مايو عضوا نشطا في الحزب الشيوعي الفرنسي ورغم الموقف المتناقض الذي اتخذه الحزب الشيوعي من الثورة الجزائرية ، إلا أن هذه النظرة من جانب قيادة الحزب تجاه ما كان يحدث في الجزائر لم يمنع مايو وأمثاله من المناضلين اليساريين من الحركة الشيوعية و إظهار تعاطفهم مع معاناة الشعب الجزائري من جراء ما كان يلاقيه من قهر وظلم واستبداد . وتحول هذا الشعور إلى قناعة تامة لدى هؤلاء المناضلين بعدالة المبادئ التي أعلنت من أجلها أعلنت جبهة التحرير ثورتها على الاستعمار الفرنسي في الفاتح من نوفمبر 1954.
كان مايو ضابطا ضمن الجيش الفرنسي عند اندلاع الثورة المسلحة في 2 مارس1956 فر من وحدة المؤازرة رقم 57 ، والتحق بجيش التحرير وأثناء فراره أخذ معه عربة شحن عسكرية وهي محملة بكمية من الأسلحة المتنوعة من رشاشات وبنادق وذخيرة .
بعد أسابيع من فراره ، أرسل مايو رسالة يوضح فيها الأسباب والخلفيات التي دفعته إلى اتخاذ قرار فراره من الجيش الفرنسي والانضمام لصفوف جيش التحرير الوطني . وكذلك ليضع حدا للحملات الصحفية المغرضة التي شنتها عليه بعض الأقلام الفرنسية ذات الاتجاه اليميني والمدعومة من قبل السلطات الاستعمارية ، والتي أهالها أمر التحاقه بالثورة وهو فرنسي ، فلم تجد ما تتهم إياه سوى بالخيانة العظمى. ومما جاء في رسالة مايو : " عندما ينتفض الشعب الجزائري ضد الاستغلال الاستعماري ، فإن مكاني هو إلى جانب هؤلاء الذين يمارسون حرب التحرير … وعندما أقدم السلاح إلى المناضلين الجزائريين ، أعرف أنني أخدم وطني ، وكل عمال أوربا المخدوعين ".
كانت مشاركة مايو في الثورة الجزائرية قصيرة ،إذ دامت مدة إقامته حوالي دامت شهرا واحدا ففي أوائل إبريل سقط أسيرا في إحدى المعارك مع مجموعة من المجاهدين . ونقل مباشرة إلى وحدة الدرك التابعة لمدينة أورليانفيل ، والتي بدأ أفرادها التحقيق معه فورا. ولإرغامه على الاعتراف حول ظروف التحاقه بالثوار ، تعرض مايو قبل إعدامه إلى شتى أنواع التعذيب والتنكيل. ولما كان جنديا سابقا في الجيش الفرنسي ، فإن مصيره كان الإعدام دون المرور على محاكمة ، وكان ذلك في 2 جوان 1956. وقد يفسر هذا الإجراء السريع في إعدامه من قبل السلطات الفرنسية ، ليكون عبرة لمن تراوده نفسه من الفرنسيين إظهار تعاطفهم ومساندتهم للثورة الجزائرية . إلا أن الأحداث سوف تبين بأن هذا نوع من الإجراءات الردعية وغيره من الإجراءات لم تمنع العديد من الفرنسيين وبخاصة المثقفون منهم من معارضة دولتهم على سياستها المنتهجة في الجزائر ، مما عرضهم لمضايقات ومحاكمات واغتيالات وإعدامات