يقول الشيخ هاني حلمي (حفظه الله) لما سئل : هل أترك صديقتي
الغير ملتزمة بعد التزامي ونصحي لها أكثر من مرة؟
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أختي في الله ...
فلا يخفى عليكِ أن الانسان فطر على حب الاختلاط والعشرة
وعلى حب المدنية فهو مدني بطبعه والانسان يتأثر بمن يخالط .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخالل )) .
فلذلك يا أختاه قولي لها : أنت لا ترضين بنفسك أن تعيشي في مكان
وحل ضيق ملىء بالقاذورات والأوساخ وذلك تكريما لجسدك وتطهيرا
له وكذلك لأنك فطرت على حب النظافة والحسن وترك القبيح وكذلك
نفسك وروحك فطرت على حب الخير وعلى الطيب من الأقوال والأخلاق
لا خبيث الأقوال والأخلاق .
فالنفس أكثر ما تتأثر بمن تصاحب فان صاحبت من تعصي الله تعالى ،
تصغر المعصية في عينيك فأنت تتأثرين وتستهونين المعصية وهكذا حتى
تَجرك الى وحل المعاصي بعد بحر الطهر والعفاف .
فينبغي أن تتخذى قرارا سريعا بالبعد عن رفيقات السوء لأنهن أكبر ما
سيعوقك عن الالتزام والاستقامة ، وقد تجدين أن هذا القرار صعب لأنه
يحتاج الى تضحية لأنهن الرفيقات اللاتي يعرفن عنك كل صغيرة وكبيرة
وأنت كذلك تعرفين عنهن كل شيء ، فيا أختاه تأملي قوله تعالى : { يوم
يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني
لم اتخذ فلانا خليلا } ...
وقال تعالى : { وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك
يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار } .
أختاه ! قولي لها :
هاهي الأمور بيدك فتعجلي بالقرار فأعلني البراءة في الدنيا قبل الآخرة ،
فأي الطريقين أهون عليك.. أن تعلني البراءة والتخلي عن جليسات السوء
وصديقات الغفلة أو أن تلقى الله على هذه العلاقة حتى تتبرئين منهن يوم القيامة ؟
أختي الكريمة :
من ينهاكِ عن مصادقة الأشرار يدعوك لصحبة القوم الذين لا يشقى بهم جليس ،
أتعلمين أختي أن رجلا قتل مائة نفس ظلما ، وحين جاء لعالم يدله على طريق
التوبة أمره أن يسافر من قريته ليلحق بقوم صالحين فمات في الطريق فغفر له ،
وهو لم يعاشرهم أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب )) .
أختاه ؟
لا تقولي انك تجدين المتعة كثيرا مع الرفقة وأنك تلقين المرح والمزاح الذي يزيل عنك السآمة ،
فانك ستجدين المرح والمتعة ولكن في جو منضبط بالضوابط الشرعية وستجدين ما هو أهم من
ذلك حياة القلب وسعادته ، وتبقى هذه الأخوة والصداقة رصيدا يدخره المرء ليوم لا ينفعه غيره
حين تزول كل الصلات ويلعن كل خليل خليله و يتبرأ كل متبوع من تابعه ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان :
أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه الا لله ، وأن يكره
أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) ،
انها حلاوة الايمان ولذته التي لا يمكن أن تقاس بها حلاوة المعصية وصحبة الأرذال .
فلا تصاحبي المرضى فتمرضين ثم بعد ذلك تَهلكين ، ومرضك هو أنتستدرجي الى وحل
الجاهلية والرذيلة مرة أخرى ، وعليك بالصحبة الطيبة التي تذكرك بالله .
والله أعلى وأعلم"
رضى الله عنا وأرضــــانا وأعطانا وكفانا وهدانا وأغنـــــــــانا وعافانا وشفانا ووفقنا لخير الدعاء
وأجاب لنا الرجـــــــاء ، وأحبنا بلا ابتلاء ورفعه عنا ، وجعلنا ساعيين للخير ، مؤثرين في الغير
وآمننا وأدخلنا الجنــــــــــــــــــــة ... اللهم آآآآآآآآآآميــــــــــــــــــــــــن ...
هــمــ الحنين ــس