1مقدمة
ظهرت هذه الحركة إلى العلن منذ أن ظهر النزاع في ديسمبر 1946 بين مصالي الحاج الذي فضل اعتماد فكرة النضال الشرعي، واعتبر الانتخابات وسيلة مقاومة سياسية والمجالس أداة لإشهار مطالب حزب الشعب وكسب تأييد اليسار الفرنسي واليمين المعتدل. وكان المعارضون بزعامة لمين دباغين يرون أن ذلك يكون على حساب الإعداد للمعركة الحاسمة ويؤدي إلى خسارة المناضلين الثوريين الرافضين للسياسة الاستعمارية.وفي المؤتمر الأول للحركة الذي انعقد يومي 15 و 16 فيفري 1947 بالعاصمة وافق المؤتمر على إنشاء التنظيم شبه العسكري المنظمة الخاصة وعين محمد بلوزداد مسؤولا عن هذا التنظيم
-2أصول المنظمة
تعود أصول الحركة المسلحة إلى تعاون بعض أعضاء حزب الشعب الجزائري مع الألمان حيث بدأ هؤلاء يتدربون على استعمال السلاح في صيف 1939، وكان المناضل محمد بوراس قائد الكشافة الإسلامية هو رئيس فرقة العمل مع الألمان، وهو الأمر الذي أدى إلى إعدامه يوم 4/05/1941.
وبقي أصحابه ينشطون وكونوا خلايا عمل ثورية، واستمر نشاطهم حتى كونوا سنة 1944 منظمة التصادم برئاسة محمد بلوزداد، وقامت بجمع الأسلحة والتدرب على استعمالها واشتد الإيمان بالعمل المسلح بعد مجازر 8 ماي 1945 وظهر في المقدمة حسين عسلة ومحمد بلوزداد. وكان إيمانهم تحرير الجزائر بواسطة الكفاح المسلح
-3برنامج المنظمة ونظامها
لقد تمحور عمل المنظمة الخاصة حول التكوين العسكري والتدريب على مختلف الأسلحة والمتفجرات، وجمعها وتوزيعها. والتركيز على التكوين العقائدي الوطني المرتبط بالدين الإسلامي وقيمه الجهادية.وقد اعتمدت نظاما صارما يتميز بالانضباط والتجنيد للرجال والأكفاء وضبط كل ذلك في النظام الداخلي للمنظمة الخاصة، وكانت المنظمة عبارة عن تنظيم هرمي له هيئة أركان تتكون من رئيس المنظمة، ورئيس هيئة الأركان والمدرب العسكري.وكان لها مسؤولون على مستوى الولايات، عمالقة قسنطينة، وعمالقة الجزائر، هران، الشلف الظهرة، منطقة القبائل، ومسؤول شبكات الاستعلامات والاتصالات، وكان الاتصال بين المنظمة والمكتب السياسي لحركة الانتصار يتم عن طريق وسيط يسمى المندوب الخاص
-4التنظيم العسكري للمنظمة
عملت هيئة أركان المنظمة على إنشاء شبكات مختصة تساعدها في عملها وأداء مهامها العسكرية وتنفيذ عملياتها وهذه الشبكات هي:
-شبكة المتفجرات: التي تصنع القنابل ودراسة تخريب المنشآت القاعدية الاستعمارية.
-شبكة الإشارة: المختصة في الاتصالات بالراديو والكهرباء.
-شبكة التواطؤ: التي تهتم بإيجاد مخابئ للمتخفيين من المناضلين حتى لا تدركهم القوات الاستعمارية وإعداد مخابئ للأسلحة والذخيرة.
-شبكة الاتصالات: التي تتكفل بشراء أجهزة الاتصالات والتدرب عليها.
-شبكة الاستعلامات: وهي تهتم بالإطلاع على تصرفات وتحركات الأجهزة العسكرية والبوليسية والإدارية الفرنسية، وتعاقب الخونة.
وكان المجندون يخضعون إلى نظام دقيق وصارم وكانوا يوزعون على الشكل التالي:
- نصف المجموعة تتألف من رئيس وتسعة أعضاء.
- الفصيلة وهي تتكون من مجموعة أو عدة مجموعات.
وكانت هذه المجموعات تخضع إلى تكوين عسكري نظري وتطبيقي.
وكانت الدراسة تتمحور على دراسة الدين الإسلامي، الذي على جميع المجندين إتباع قواعده وتجنب نواهيه ثم يرتكز التدريب على الدراسات التاريخية حيث يدرس المجند تاريخ الجزائر من بداية العصور إلى تاريخ المقاومة شعبية وإبراز بطولات الجزائريي
-5اكتشاف المنظمة
أعفي محمد بلوزداد من رئاسة المنظمة الخاصة بسبب مرضه، وخلفه حسين آيت أحمد على رأس المنظمة، وعمل على دعم المنظمة بالمال لشراء الأسلحة، ونظم الهجوم على بريد وهران في عهده.غير أن تورط آيت أحمد في الأزمة البربرية سنة 1949 أدى إلى عزله، وتعيين أحمد بن بلة مكانه ومرت قيادات المنظمة الخاصة بثلاث فترات بين 1947 و 1950 ، وعرفت المنظمة إعادة التنظيم والهيكلة في عهد ابن بلة إذ تم فضح المؤمرات الاستعمارية على الجزائر وقيمها من دين ولغة تاريخ ونظمت الإضرابات والمظاهرات ومقاطعة (الانتخابات، وصارت المنظمة أداة عسكرية لتحضير الثورة المسلحة ورغم سرية الحركة وصلتها المحدودة بحركة الانتصار، فإن اكتشافها في ماي 1950 كان صدمة للجميع، وتعرض عناصر المنظمة إلى المطاردة والاضطهاد والسجن وكان حل التنظيم في الأخير، وتبرأت حركة الانتصار من المنظمة الخاصة خوفا على نفسها، وكان لهذا الموقف أثارة سلبية،حيث أدى الى سوء العلاقة بين أعضاء المنظمة وسياسيي حركة الانتصار، خاصة بعد ظهور الأزمة بين اللجنة المركزية وأنصار مصالي الحاج إذا كانت النتيجة هي إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل