تعريف فن
القصة: فن أدبي وهي سرد مشوق لمجموعة كاملة من الأحداث متصلة بشخصيات
إنسانية متباينة في طباعها وتجري في إطار بيئة زمانية ومكانية معينة وتقوم
إلى أساليب السرد والوصف والحوار.أنواعها:للقصة الحديثة ثلاثة
أشكال:الرواية:وهي قصة طويلة يمكن أن تستغرق عدة أجزاء.القصة:تتميز بحجمها
المتوسط وتعرض غالبا في جزء واحد.القصة القصيرة:تتميز بقصرها حيث تتناول
شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة أو مجموعة من العواطف أثارها موقف
واحد. تطور فن القصة في الأدب العربي القديم لقد كان للعرب قديما اهتمام
بالفنون القصصية وقد نشأ القصص في الأدب العربي القديم خـــلال العصر
العباسي الأول ( 132. 232) غير أن القصة كعمل أدبي لم تحض بالمكــانة
الأدبية الــلازمة التي حضت بها الفنون الأخرى كالشعر والخطابة والرسائل
حيث لم يعن النقاد مطلقا بتحليلها ودراستها والتاريخ لها ولكن ذلك لم يمنع
من ظهور أعمال قصصية قيمة كان من أبرزها البخلاء للجاحظ" وكليلة ودمنة
"لابن المقفع "ورسالة الغفران"للمعري و" حي بن يقضان "لابن الطفيل
والتوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي وأخيرا المقامات التي ظهرت خلال
القرن الرابع الهجري وكان رائدها الهمذاني ثم الحريري وفضلا عن ذلك فقد
عرف الأدب العربي القديم تراثا قصصيا شعبيا أصيلا ومترجما مثل "ألف ليلة
وليلة" و " السيرة الهلالية "إن الفن القصصي القديم قـد تميز على كثرته
وتنوعه بسيمات متـعددة: -التوافر على عناصر القصة من حادث وشخصيات وحوار
وسرد بسيط.الافتقار إلى الحبكة الفنية والبناء المنطقي .سرد الحادثة في
حركة خارجية آلية لا تتفاعل مع الشخصيات ودون وصف بالبيئة المحيطة بها .
الوصف الخارجي للشخصيات دون تحليل النوازع النفسية
- الحوار العام المجرد الذي لا يجسد طبيعة الشخصيات ولا يكشف عن تطور
الحادثة عبر الزمان و المكان في الأدب العربي الحديث: عرف الأدب العربي
الحديث نشأة القصة بمقوماتها الفنية المتكاملة ولم تكن هذه النشأة امتدادا
للتراث القصصي القديم وإنما جاءت بفضل تأثير الآداب الغربية ، ولقد مرت
القصة العربية الحديثة فـي تطورها وتكاملها بثلاثة أطوار: طور
الترجمة:ويمتد خلال الثلث الأخير من القرن التاسع حيث اتجه بعض أدباء
العرب إلى ترجمة قصص أجنبية فرنسية في أغلبها وكان رائدها " رفاعة رافع
الطهطاوي " الذي ترجم قصة " مغامرات تلماك " للقس الفرنسي "فلون" بعنوان
مسجوع " مواقع الأفلاك في مغامرات تلماك" ونشرت الترجمة سنة 1867 .ثم
توالت الترجمة على يد أدباء آخرين فترجم الكاتب محمد جلال عثمان قصة " بول
وفرنجيني" للأديب الفرنسي (بيرنار دي سان بيير) وقد نشرت بعنوان(الأماني
والمنة في حديث قبول وورده حنة) ونقل نجيب حداد قصة)الفرسان الثلاثة)
وصالح جودت(صحبة العفاف وسر الاعتراف) كما ترجم نقولا حداد قصتي(عقدة
الملكة) (الثورة الفرنسية) وكلها قصص فرنسية. طور المحاكاة والاقتباس:
ويمتد من نهاية القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين وقد عرف هذا
الطور اتجاهين في تأليف القصة .أولهـا:كتابة قصص باعتماد شكل المقامة حيث
ألف المويلحي قصة حديث ابن هشام وألف نصيف اليازجي (مجمع البحرين ) كما
ألف حافظ إبراهيم(ليالي سطيح)وكلها قصص تعالج عادات اجتماعية بالنقد وتصور
الصراع الذي بدأ ينشب بين التقاليد الموروثة والمظاهر المدنية
الحديثةالوافـــدة من أوروبا.ثانيـها:ترجمة قصص أجنبية بأسلوب موافق للذوق
العربي دون العناية بتطابق الترجمة مع القصةالأصلية،مع اعتماد لغة أدبية
جميلة فكان من ذلك قصص:الفضيلة،الشاعر،ماجدولين (للمنفلوطي)البؤساء(حافظ
إبراهيم).طور الإبداع والتأليف:والذي يبدأ بتاريخ قصة(زينب)للكاتب
المصري(محمد حسين هيكل) سنة 1912 والتي اعتبـرت أول قصة عربية حديثة من
حيث توفرها على الشروط الفنية المتكاملة لمفهومهما الغربي الحديث حـــيث
إن القصة لم تكن سوى فاتحة لهذا الفن الذي ما لبث أن اندفع نحو التطور
والتكامل الفني والتنــوع في الموضوع والاتجاه بفضل أدباء كبار من أمثال
توفيق الحكيم،يوسف إدريس، سهيل إدريس،الشرقاوي، نجيب محفوظ الذي حقق للقصة
العربية مستوى العالمية بحصوله على جائزة نوبل سنة1988 اسـتحقاقا لثلاثيته
الرائعة:بين القصرين ،قصر الشوق ، السكرية، ثم تعددت اتجاهات القصة
العربية الحديثة من حيث موضوعها فكان من أهم أنواعها:القصة التاريخية:التي
تعالج واقع المجتمعات العربية من خلال قضايا تاريخية بغرض إحياء المجد
القومي والوطني ومن كتابها(جورجي زيدان) في مجموعته القصصية عن تاريخ
الإسلام ومنها(عبد الرحمان الداخل،أميرة الأندلس) ومحمد فريد أبو حديد في
قصتيه (زنوبيا،المهلهل).القصة الاجتماعية:التي تعالج واقع المجتمعات
العربية تصف تطورها وتحلل تناقضاتها و كان ألمع كتابها توفيق الحكيم(عودة
الروح)،نجيب محفوظ في أكثر أعمــاله التي أبـرزها(زقاق المدق)(خان
الخليلي)(القاهرة الجديدة.....)