تحدثنا في اللقاء السابق عن العوائق التي وضعها مشركو مكة أمام المد الإسلامي ، وكيف أنهم أردوا أن يدخلوا في مفاوضات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم سرعان ما تملصوا منها لما مات أبو طالب ؛ ووقفوا لرسول الله في كل طريق ، وتسلطوا عليه بالإيذاء هو وأصحابه الكرام .
ولكنه صلى الله عليه وسلم كان إذا وجدهم وقفوا له في طريق التمس آخر , وإذا سدوا عليه منفذا جد في البحث عن غيره ، ينشر عن طريقه دعوته ، لذا خرج بعد وفاة أبي طالب إلى قبيلة تسمى " ثقيف " بالطائف ، وهي بلدة تبعد عن مكة نحو ستين ميلا ، قطعها ماشيًا على قدميه ، جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة ؛ لعله يجد هناك من يستجيب لأمره ، وأقام بها عشرة أيام ، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه .
لكنه وجدهم أكثر إعراضا وكفرا من أهل مكة ، وقالوا : اخرج من بلادنا ، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ، ويصيحون به حتى اجتمع الناس عليه ، وقعدوا له صفين على طريقه ، وصاروا يقذفونه بالحجارة ، وجعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى سال الدم من قدميه ، وشُجت رأس مولاه زيد بن حارثة (1) .
فعلوا ذلك به لأنه قال لهم : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، ولأنه أراد لهم أن يخرجوا من الظلمات إلى النور ، من غضب الله وعقابه إلى رضوان الله وجنته .
وهذا الموقف لو عاشه أحد غير رسول الله لغلبه اليأس ، ولما فكر في أن يعود إلى دعوة الناس مرة أخرى ؛ لكنه صلى الله عليه وسلم ما ضجر ، ولم يزد على أن رفع يديه إلى السماء ، وردد هذه الكلمات " اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ! أو إلى عدوّ ملّكته أمري ! إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك"(2) .
كلمات تدل على كمال تجرده لله ، تجرد جعل نفسه تسلم بكل ما قضاه الله ، وإخلاص جعل نفسه تتحمل كل عسير في سبيل رضا الله وعدم غضبه ، وثقة في موعود الله سبحانه وتعالى بأنه سيجعل له بعد العسر يسرا ، طمأن بها مولاه قائلا : إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا ، وإن الله ناصر دينه ، مظهر نبيه .
وعاد إلى مكة بعد هذه الرحلة المضنية ، وكانت الأخبار قد سبقته إليها بما لاقاه على يد أهل الطائف من إهانة ، فازدادوا في تعنتهم ، وعزموا على عدم إدخاله إليهم ، لولا أنه استجار برجل من كبار قريش ، ممن سعوا في رفع الحصار من قبل وهو "المطعم بن عدي" مما جعل أبا جهل يسخر منه قائلا : هذا نبيكم يا بني عبد مناف .
وكانت تلك الفترة أشد الفترات حرجا في تاريخ الإسلام ، إذ انكمش مده ، واستتر المؤمنون بإيمانهم بعد أن اشتدت وطأة المشركين عليهم لدرجة أن أبا بكر الذي كان لا يصبر على فراق رسول الله استأذنه في الخروج إلى الحبشة ؛ ليستريح من عنتهم فأذن له ، وهمّ بالخروج لولا أن رجلا من أصحاب الزعامة في قومه ويسمى "ابن الدغنة" عز عليه أن يخرج من مكة رجل مثل أبي بكر ، يستفيد من خيراته الصغير والكبير ، فقال له وهو في طريقه : إلى أين يا أبا بكر ؟ قال : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض ، وأعبد ربي ، فقال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك (3).
وشاء الله أن يُري رسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة هؤلاء المعاندين ، وغيرهم من سائر المشركين الذين وقفوا في وجه المد الإسلامي ، وحجم الأرض التي يتفاخرون بقوتهم عليها بالنسبة للكون الذي بسطه الله سبحانه وتعالى ، فأرسل جبريل "الملاك" واصطحبه إلى بيت المقدس ، حيث كان يعيش كثير من الأنبياء الذين سبقوه ؛ ليذكره بحالهم وحال الأمم التي سبقتهم في مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى ، ثم عرج به إلى السماء ، إلى حيث لم يبلغ أحد من البشر ؛ لينظر من هناك إلى ملك الله الواسع الفسيح ، وينظر إلى الأرض ، ويعلم أين هي وسط مليارات النجوم التي تسبح في الفضاء ، وكم تساوي هي ومن عليها بالنسبة لكون الله الواسع ، وحجم الذين يصدونه عن دين الله ، ويتحدون بكل ما أوتوا من قوة .
ثم عاد به الملاك بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى ما ازداد به يقينا على يقينه ، وقد فرض الله عليه وعلى المسلمين في هذه الرحلة الصلوات الخمس ، وكأن الله تعالى يقول له : بعد أن وقفت أمامي ورأيت عظمتي وعظمة ملكي ؛ فصغرت في عينك الأرض ومن عليها ، ها هي الصلوات الخمس تقف فيها أنت والمسلمون أمامي خمس مرات كل يوم ، تكبرون الله فيها ، فتزدادوا يقينا وثقة وعزا ، ويصغر في عينكم كل متكبر يظن في نفسه القوة والعظمة .
فأقبل رسول الله بعد عوده من تلك الرحلة على دعوته ورسالته يواصل تبليغها إلى كل من يلقى ، وقد زال عنه كل هم ، وكان موسم الحج الذي يجمع العرب بمكة قد أقبل ، فصار لا يسمع بقبيلة إلا وذهب ليدعوها ، ويعرض عليها ما أرسله الله به ، ويقول : يا بني فلان ! إني رسول الله إليكم ، آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد ، وأن تؤمنوا بي ، وتصدقوا بي ، وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به .
ويقول : لا أُكره أحدا منكم على شيء ، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك له، ومن كره لم أُكرهه .
ولكن مع شدة حرصه على جذب الناس إليه لم يشأ أن يسلك غير سبيل الدعوة إلى الإيمان المجرد من كل مصلحة دنيوية ، ولم يجعل لمن وافق على اتباعه سوى الوعد بجنة الله سبحانه ، فقد أتى على قوم يسمون " بني عامر" فقال له سيدهم : أرأيت إن نحن تابعناك في أمرك هذا ثم أظهرك الله على من يخالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : الأمر لله يضعه حيث يشاء ، فقال له : أفنعرض نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ، لا حاجة لنا بأمرك(4) ...
لم يقبل رسول الله من هؤلاء الإسلام المشروط بمكاسب الدنيا ؛ لأن الله يريد من المسلم أن تكون عبادته له خالصة من كل شائبة ، ولا ينتظر على إسلامه أجرا .
وأتى على قوم من أهل اليمن ممن جاوروا الفرس ، فقالوا : له إلام تدعو؟ فقال صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله ، وأن تؤووني وتنصروني حتى أؤدي عن الله الذي أمرني به ، فان قريشا قد تظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق ، والله هو الغني الحميد ، فقال له أحدهم : وإلا مَ تدعو أيضا يا أخا قريش ؟.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قوله تعالى :" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " (5) إلى قوله : "ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " فقال له : وإلامَ تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ، ولو كان من كلامهم لعرفناه ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"(6) فقال له : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ولقد أفك( قالوا بهتانا ) قوم كذبوك وظاهروا عليك(7) .
وأشار إلى رجل آخر منهم يسمى " هانئ بن قبيصة "وقال : وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا ، فرد عليه هانئ هذا قائلا : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، وصدقت قولك ، وإني أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر ، ولم نتفكر في أمرك وننظر في عاقبة ما تدعو إليه فإن هذا زلة في الرأي ، وطيشة في العقل ، وقلة نظر في العاقبة ، وإنما تكون الزلة مع العجلة ، وإن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا ، ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر.
والتفت إلى رجل ثالث أحب أن يشركه في الكلام يسمى "المثنى بن حارثة " فقال : وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا ، فقال المثنى : قد سمعت مقالتك ، واستحسنت قولك يا أخا قريش ، وأعجبني ما تكلمت به ، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة ، وإنا إنما نزلنا بين صريين ، أحدهما اليمامة ، والآخر السماوة .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما هذان الصريان ؟ فقال له أما أحدهما : فطفوف البر وأرض العرب ، وأما الآخر فارض فارس وأنهار كسرى ، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى ، أن لا نحدث حدثا ، ولا نؤوى محدثا ، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك ، فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور ، وعذره مقبول ، وأما ما كان يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور ، وعذره غير مقبول ، فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا .
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا من قبل يهمه جذب الناس إليه فقط ، وبأي وسيلة كما يحدث من كثيرين من أصحاب الأفكار والمذاهب والأحزاب، وإنما غايته إرشاد الناس إلى الله وتعاليمه ؛ ليكونوا بعد ذلك متبعين لأمره سبحانه وتعالى ؛ لذا عذر صلى الله عليه وسلم هؤلاء فيما قالوا ، كان رده عليهم : ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه ، لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من جميع جوانبه .
غير أنه بث في قلوبهم التفاؤل ، وبشرهم بمستقبل المد الإسلامي ، وبموعود الله الذي ينتظره وينتظر من آمن معه ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال له أحدهم وكأنه ذهل لما سمع هذا الكلام : اللهم !! وإن ذلك لك يا أخا قريش ؟! (8).
ويبدو أن سطوة كسرى وبطشه كانت تماثل سطوة بوش الأمريكي الآن ، الذي يرهب الناس عن مخالفة أمره ، ولو كان خطأ ، ولذا كان ذهول الرجل ، ولكن الواقع أجاب بصدق رسول الله ، فما هي إلا سنوات حتى كان المثنى بن حارثة أحد المتكلمين الثلاثة يتوغل بقومه هؤلاء في أرض فارس كما سنرى فيما بعد ، فاتحا منها ما شاء الله أن يفتح في خلافة أبي بكر الصديق ، وصدقت فيهم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أدهشتهم .
وواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه على القبائل ، وبينما هو يسير عند مكان يسمى "العقبة " بمنى (مكان تجمع الحجاج بمكة) لقي رهطا من أهل يثرب فقال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج ، قال أفلا تجلسون أكلمكم ؟ قالوا: بلى ، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فأجابوه فيما دعاهم إليه ، وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام ، وقالوا له : إنا قد تركنا قومنا ، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك ، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم (9) .
وكان إسلامهم بداية للتوسع الحقيقي للمد الإسلامي خارج مكة ؛ لأن هؤلاء المسلمين الجدد ما إن رجعوا إلى قومهم بيثرب حتى وفوا لرسول الله بما قالوا ، إذ انطلقوا داعين إلى الإسلام فأسلم كثير من أهلهم ، حتى إذا كان العام المقبل وافى موسم الحج منهم اثنا عشر رجلاً ، فلقوه عند العقبة التي لقوه فيها العام الماضي ، فبايعوه على ألا يشركوا بالله شيئاً ، ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ، ولا يعصونه في معروف .
ثم قال لهم - صلّى الله عليه وسلَّم -:" فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأخذتم بحدّه في الدنيا (أي عوقبتم عليه) فهو كفارة له ، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله تعالى ، إنْ شاء عذب ، وإن شاء غفر" وقد سمي هؤلاء ومن تبعهم فيما بعد من قومهم باسم الأنصار ؛ لأنهم نصروا رسول الله (10).
وبعد أن تمت مبايعتهم بعث صلى اللّه عليه وسلم معهم رجلا من أصحابه يسمى " مصعب بن عمير" يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ، ويقيم لهم الصلاة ، ويساعدهم في دعوة باقي قومهم ، ويهيء له الوضع بيثرب قبل أن ينتقل إليها ـ كما وعده هؤلاء ـ وأوصاه بالصبر والإخلاص والوضوح والحكمة وحبّ الخير .
فقام مصعب بما كلفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصار يلتقي بهم في إحدى الحدائق ؛ ليفقههم في أمور الإسلام ، وبينما هو جالس معهم ذات يوم إذ رآه اثنان من سادتهم ممن لم يسلموا بعد ، فتوجه إليه أحدهم ويسمى"أسيد بن حضير" شاتما ومهددا ، وقال : ما جاء بك إلينا تسفه ضعفاءنا ، اعتزلنا إن كانت لك بنفسك حاجة !.
ولم يكن قوله هذا إلا بناء على أفكار مسبقة استقرت في ذهنه دون أن يعرف حقيقة الإسلام ، وقد قدر ذلك مصعب رضي الله عنه ؛ لذا لم يعاتبه على قوله ، أو يبادله الرد القاسي ، وإنما قال له : أو تجلس فتسمع فان رضيت أمرا قبلته ، وإن كرهته كُف عنك ما تكره ؟؟ والرجل وأي رجل مهما كان عناده أحسب أنه لن يجد أمامه غير التسليم لمصعب بما قال ، بل والحرج على ما بدر منه .
وهذا ما حصل بالفعل ، إذ قال له في حياء : أنصفت ، وجلس إليه فكلمه مصعب بالإسلام ، وقرأ عليه ما تيسر من القرآن ، فقال : ما أحسن هذا وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قال له : تغتسل فتطهر ، وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ، فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وتشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال له : إن ورائي رجلا إن اتبعك لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليك الآن .
وأتى إليه الثاني ويسمى " سعد بن معاذ " فقال له : ما قاله للأول فأسلم في الحال ، وعاد إلى عشيرته ، فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأفضلنا رأيا ، وأيمننا نقيبة ، قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، يقول الراوي : فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل ( قومه) رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة.
ثم ذهب سعد بن معاذ ومصعب رضي الله عنهما إلى منزل أحد الذين أسلموا بمكة من قبل وهو " أسعد بن زرارة " فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام ، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ثلاثة أو أربعة دور (11. ..
وإلى اللقاء مع الحلقة الخامسة
ــــــــــــــــــــــــ
([1]) ابن كثير : البداية ج3 ص 136
(2) ابن كثير : السيرة ج2 ص149 وتاريخ الطبري ج1 ص554 وابن هشام : السيرة ج2 ص268
(3) ابن كثير : البداية ج3 ص 94
(4) ابن كثير : البداية ج3 ص 139 والسيرة لابن حبان ص 93
(5) سورة " الأنعام " : الآية 151 : 153
(6) سورة " النحل" : الآية 90
(7) الروض الأنف : ج1 ص209
(8) عيون الأثر : ج1 ص 257
(9) عيون الأثر : ج1 ص 262
(0[1]) السابق : ج2 ص 178 وما بعدها
(1[1]) السابق : جـ 2 صـ 177 وما بعدها