المشروع الصحي 1958

تقول التقارير الفرنسية أنه في سنة 1958 كانت هناك نسبة 70 % من الجزائريين يعيشون في الأرياف ويعانون من سوء الإدارة ، أي من بين 9700000 كان 7951000 مسلم جزائري يعانون من انعدام أي دخل يحقق لهم أدنى الخدمات الصحية والاجتماعية . وفي سنة 1954 كان مخصص طبيب واحد لكل 22000 ساكن من سكان المدن .
وقد أنشأت فرنسا سنة 1959 القطاعات الصحية المجانية ولكن العجز بقي قائما ولذلك استعان المهتمون بالوضع الصحي بالجيش الفرنسي في إطار مخطط شال إذ كانت ترقية المستوى الصحي من أهم الوسائل لاسترجاع ثقة السكان ، فتجند أطباء الفيالق والقطاعات العسكرية لتحقيق هذا الهدف . وكان المشكل الأساسي يتمثل في عدم تجمع السكان ، ولذلك وقع حشدهم في مراكز المحتشدات جندوا لها حوالي 689 طبيبا من الجيش الفرنسي ولكن تلك المحتشدات تحولت إلى كتلة من الأمراض بحكم الكثافة السكانية والتي تفتقر إلى أدني شروط الصحة .ولم تتمكن العيادات الطبية الثابتة والمتنقلة المخطط الاستعماري من السيطرة على الشعب وفصله عن تنظيم جبهة التحرير .ولم تعط جهودها الصحية ثمارها كون هدفها الأساسي لم يكن من الصحة في شيء بل كان سياسيا وهو إبعاد الشعب عن الثورة .